Skip to main content

المقدمة

مرحباً بك في دليلنا حول كيفية إجراء اختبارات الاستخدام الفعالة. اختبارات الاستخدام هي عنصر أساسي في تطوير تجربة المستخدم والتأكد من أن التصميم الخاص بك يلبي احتياجات المستخدمين. في هذه المقالة، سنناقش ما هو اختبار الاستخدام، لماذا هو مهم، ومتى يجب إجراؤه. كما سنتعمق في كيفية تنظيم وإجراء اختبارات الاستخدام، من تحديد المهام والمشاركين، إلى تحليل النتائج. سواء كنت مصمماً جديداً أو محترفاً معترفاً به، فإن هذا الدليل سيقدم لك الأدوات والمعرفة اللازمة لإجراء اختبارات الاستخدام الفعالة.

ما هو اختبار الاستخدام (What’s Usability Testing)

اختبار الاستخدام هو عملية تقييم منتج أو خدمة عن طريق اختبارها على المستخدمين الحقيقيين. وهي تعد جزءًا أساسيًا من عملية تصميم تجربة المستخدم، حيث تقدم رؤية حقيقية عن كيفية استخدام الناس لمنتجك أو خدمتك، وما إذا كانت تلبي احتياجاتهم وتوقعاتهم.

يتضمن اختبار الاستخدام دعوة المشاركين لإكمال مجموعة من المهام باستخدام المنتج أو الخدمة، بينما يلاحظ المصممون سلوكهم ويستمعون لتعليقاتهم. هذا يمكن أن يتم في بيئة مراقبة، مثل مختبر الاستخدام، أو في بيئة المستخدم الطبيعية.

لماذا نجري اختبارات الاستخدام:

إجراء اختبارات الاستخدام يساعد في التحقق من أن تجربة المستخدم التي تم تصميمها تعمل بشكل جيد وتلبي احتياجات وتوقعات المستخدمين. توفر البيانات التي يتم جمعها خلال اختبارات الاستخدام رؤى حول ما يعمل وما لا يعمل في التصميم.

هنا بعض الأسباب الرئيسية لإجراء اختبارات الاستخدام (Usability Testing)

تحسين تجربة المستخدم: من خلال فهم كيف يستخدم الأشخاص منتجك وما الصعوبات التي يواجهونها، يمكنك القيام بالتحسينات التي تجعل استخدام المنتج أكثر سهولة ومتعة.

تقليل التكاليف على المدى الطويل: العثور على المشكلات مبكرًا في عملية التصميم يمكن أن يوفر الكثير من الوقت والمال في وقت لاحق. من الأرخص والأسرع إصلاح الأخطاء في مرحلة النماذج الأولية بدلاً من بعد الإطلاق.

زيادة الثقة في القرارات التصميمية: البيانات الحقيقية من المستخدمين تمنحك ثقة أكبر في قراراتك التصميمية وتحل محل الخمن والافتراضات.

متى يجب إجراء اختبارات الاستخدام

إجراء اختبارات الاستخدام في مراحل مختلفة من عملية التصميم يمكن أن يوفر فوائد مهمة. ومع ذلك، تحديد المرحلة المثلى لإجراء اختبارات الاستخدام يعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك طبيعة المشروع، الأهداف، والموارد المتاحة.

في المراحل الأولى للتصميم: يمكن استخدام اختبارات الاستخدام الأولية لاختبار الأفكار والمفاهيم والنماذج الأولية. هذا يمكن أن يوفر ردود فعل قيمة تساعد في توجيه التصميم وتجنب الأخطاء المكلفة لاحقًا.

خلال عملية التصميم: كلما تقدمت في عملية التصميم، يمكنك استخدام اختبارات الاستخدام لاختبار المزيد من التفاصيل والوظائف. هذا يمكن أن يساعد في تحديد أي مشكلات غير متوقعة قد تظهر عندما يبدأ المستخدمون في التفاعل مع التصميم.

بعد الإطلاق: حتى بعد إطلاق المنتج، يمكن أن تكون اختبارات الاستخدام أداة قيمة لاكتشاف المشكلات والفرص للتحسين.

الميسر (Facilitator)

في اختبار الاستخدام، الميسر هو الشخص الذي يقود الاختبار، يراقب المشارك ويقدم المهام له للقيام بها. الميسر يلعب دورًا حاسمًا في جعل المشاركين يشعرون بالراحة وبالقدرة على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بكل صراحة.

وفيما يلي بعض الوظائف الرئيسية للميسر في اختبار الاستخدام:

تقديم الاختبار: الميسر يقدم نفسه ويشرح الهدف من الاختبار، ويطمئن المشاركين بأن الاختبار يتعلق بالتصميم وليس بمهاراتهم الشخصية.

إرشاد المشاركين: الميسر يقدم المهام للمشاركين ويقوم بتوجيههم خلال الاختبار عند الضرورة، لكن دون تقديم أي تلميحات تؤثر على نتائج الاختبار.

الاستماع والملاحظة: الميسر يستمع بعناية للمشاركين ويلاحظ سلوكياتهم وردود أفعالهم.

تقييم النتائج: بعد الاختبار، يقوم الميسر بتحليل النتائج وتوثيق النتائج.

المهام (Tasks)

المهام هي الأنشطة التي يجب على المشاركين في اختبار الاستخدام إكمالها. تتكون هذه المهام عادة من الوظائف الرئيسية أو الفرعية التي يتوقع أن يقوم بها المستخدمون عند استخدام المنتج أو الخدمة.

هنا بعض النقاط التي يجب مراعاتها عند تطوير المهام لاختبار الاستخدام:

اختر المهام بناءً على أهداف الاختبار: تأكد من أن المهام التي تطلب من المشاركين إكمالها تتعلق بشكل مباشر بأهداف الاختبار.

حاول جعل المهام واقعية: المهام التي تشمل سياقات استخدام واقعية تتيح لك رؤية كيف سيتعامل المستخدمون مع المنتج أو الخدمة في الحياة الحقيقية.

الوضوح والبساطة: تأكد من أن تعليمات المهام واضحة ومباشرة، وأن المشاركين يفهمون ما يتوقع منهم.

تقديم مجموعة متنوعة من المهام: تقديم مجموعة متنوعة من المهام يمكن أن يوفر نظرة شاملة على كيفية تفاعل المستخدمين مع المنتج أو الخدمة.

كتابة المهام بشكل واضح ومختصر

عند تقديم المهام للمشاركين في اختبار الاستخدام، من المهم أن تكتب المهام بطريقة واضحة ومختصرة. إليك بعض النصائح لكتابة مهام فعالة:

استخدم لغة بسيطة ومباشرة: تجنب استخدام الجمل المعقدة أو الكلمات الصعبة التي قد تربك المشاركين.

كن محددًا: بدلاً من أن تكون مهمة عامة مثل “ابحث عن معلومات”، حاول جعل المهمة محددة مثل “ابحث عن معلومات حول ساعات العمل”.

تجنب تقديم التوجيهات: المهمة يجب أن تقوم بوصف ما يجب القيام به، وليس كيفية القيام به. تجنب تقديم توجيهات خطوة بخطوة حول كيفية إكمال المهمة.

اجعل المهمة تحاكي السيناريو الحقيقي: يجب أن تعكس المهمة سياق الاستخدام الحقيقي للمستخدم.

المشاركون (Participants)

المشاركون في اختبار الاستخدام هم الأفراد الذين يمثلون مستخدمي المنتج أو الخدمة الحقيقيين. يمكن أن يكون اختيار المشاركين أحد التحديات الكبيرة في اختبار الاستخدام، ولكن هنا بعض النصائح للمساعدة في ذلك:

تحديد المستخدمين الهدف: من الأفضل أن يكون المشاركون ممثلين للمستخدمين الهدف للمنتج أو الخدمة.

الاعتماد على الشخصيات المستخدم: يمكن استخدام الشخصيات المستخدم كأداة للمساعدة في تحديد الخصائص والتفضيلات المهمة للمشاركين.

عدد المشاركين: وفقًا للبحوث، يمكن لاختبارات الاستخدام مع 5 مشاركين الكشف عن حوالي 85% من المشكلات الرئيسية في التصميم.

التنوع: التأكد من تضمين التنوع في العمر، الجنس، الخلفية التكنولوجية، وغيرها من الخصائص الديموغرافية الهامة بين المشاركين.

تقنية التفكير بصوت عال (Thinking aloud technique)

تقنية التفكير بصوت عال هي طريقة يطلب فيها من المشاركين أن يشرحوا ما يفكرون فيه بصوت عال أثناء تنفيذ المهمة. هذه هي بعض النقاط الرئيسية لاستخدام هذه التقنية بشكل فعال:

التدريب: قبل بدء الاختبار، عليك تدريب المشاركين على كيفية استخدام تقنية التفكير بصوت عال. قد تحتاج إلى تذكيرهم بشكل متكرر بالحديث بصوت عال خلال الاختبار.

التشجيع: أشجع المشاركين على التحدث بصراحة وبأكبر قدر ممكن من التفصيل. كلما كانت الأفكار والأحاسيس أكثر تفصيلاً، كانت البيانات أكثر قيمة.

التوجيه: في بعض الأحيان، قد يجد المشاركون صعوبة في التعبير عن أفكارهم. في هذه الحالة، يمكنك تقديم بعض الأسئلة التوجيهية لمساعدتهم.

اختبار الاستخدام عن بعد (Remote Usability Testing)

تعد الاختبارات عن بعد من الطرق الرائعة لاختبار الاستخدام، وذلك بفضل التكنولوجيا الحديثة. هنا بعض النقاط الرئيسية للنظر فيها عند إجراء اختبارات الاستخدام عن بعد:

الأدوات: استخدم أدوات مثل Zoom أو Teams أو أي برنامج آخر للمؤتمرات الويب التي تسمح بمشاركة الشاشة.

التحضير: يمكن أن يكون الاختبار عن بعد أكثر صعوبة في التحضير له من الاختبار الشخصي. تأكد من أن كل شيء يعمل بشكل صحيح قبل الاختبار.

التواصل: قد يكون التواصل مع المشاركين أكثر تحديًا عن بعد. تأكد من أن توجيهاتك واضحة ومباشرة.

التسجيل: احرص على تسجيل الجلسة حتى يمكنك الرجوع إليها في وقت لاحق.

التحدث أثناء اختبار الاستخدام (Talking during Usability Testing)

التواصل الفعال مع المشاركين خلال اختبار الاستخدام أمر حاسم للحصول على بيانات ذات جودة عالية. هذه هي بعض النصائح حول كيفية التحدث أثناء اختبار الاستخدام:

الأسئلة المفتوحة: استخدم الأسئلة المفتوحة بدلاً من الأسئلة المغلقة. تتيح لك الأسئلة المفتوحة الحصول على أفكار وأحاسيس المشاركين بشكل أفضل.

التوجيهات الضئيلة: حاول تجنب إعطاء التوجيهات التي قد تؤثر على تصرفات المشاركين أو آرائهم. الهدف هو مشاهدتهم وهم يستخدمون المنتج أو الخدمة بشكل طبيعي.

التفاعل: استمع بنشاط وتفاعل مع المشاركين بطريقة تشجعهم على البوح بأفكارهم وأحاسيسهم.

الصبر: احرص على أن تعطي المشاركين الوقت الكافي للتفكير والرد. الصبر يمكن أن يساعدك على الحصول على بيانات أكثر تفصيلاً وقيمة.

تحليل النتائج (Analyzing Results)

بعد إجراء اختبارات الاستخدام، يأتي الوقت لتحليل النتائج. إليك بعض النقاط التي يجب أخذها في الاعتبار:

جمع البيانات: استخدم ملاحظاتك وتسجيلاتك لجمع كل البيانات في مكان واحد. اجعلها منظمة وسهلة الوصول إليها.

البحث عن الأنماط: بمجرد أن تكون لديك كل البيانات، ابحث عن الأنماط أو الاتجاهات الرئيسية. هل هناك مشكلات مشتركة أو نقاط قوة بارزة؟

التحليل الكمي والنوعي: قم بتحليل البيانات الكمية (مثل أوقات الاستجابة أو أعداد الأخطاء) والبيانات النوعية (مثل الردود والتعليقات).

التقرير: إعد تقريرًا يحتوي على نتائجك، مع التأكيد على النتائج الرئيسية والتوصيات للتحسينات المستقبلية.

السلوك الأخلاقي أثناء اختبار الاستخدام

الأخلاق تلعب دورًا حاسمًا في اختبار الاستخدام. السلوك الأخلاقي يضمن أن المشاركين يشعرون بالراحة والأمان، وأن البيانات التي تم جمعها صحيحة وموثوقة. إليك بعض النقاط الأساسية:

الشفافية: كن واضحًا حول أهداف الاختبار وكيفية استخدام البيانات. المشاركين لديهم الحق في معرفة كيف ولماذا تجرى البحوث.

الخصوصية: احترم خصوصية المشاركين. لا تشارك معلوماتهم الشخصية بدون إذنهم.

الراحة: اجعل المشاركين يشعرون بالراحة خلال الاختبار. يجب أن يكون لديهم القدرة على التوقف أو الرحيل في أي وقت.

الاحترام: احترم آراء ومشاعر المشاركين. تذكر أن الاختبار يتعلق بتحسين المنتج أو الخدمة، وليس بتقييم المشاركين.

اختبار الاستخدام الكمي مقابل النوعي (Qualitative vs. Quantitative Usability Testing)

في اختبار الاستخدام، يمكننا الاعتماد على بيانات كمية وبيانات نوعية. كل منهما له مزايا وعيوب ويوفر نوعًا مختلفًا من المعلومات.

الاختبار الكمي: يهدف إلى جمع بيانات قابلة للقياس، مثل عدد الأخطاء التي ارتكبها المستخدمين، ووقت الاستجابة، ومعدل النجاح. هذا النوع من الاختبار يمكن أن يعطيك بيانات دقيقة وملموسة.

الاختبار النوعي: يهدف إلى فهم تجربة المستخدم ومشاعره. يتم ذلك عادةً من خلال المقابلات والملاحظات، وقد يتضمن التفكير الصوتي والردود الحرة. هذا النوع من الاختبار يمكن أن يوفر نظرة عميقة على كيفية تفاعل المستخدمين مع المنتج أو الخدمة.

في الواقع، قد تجد أن الأفضل هو الجمع بين هذين النوعين من اختبارات الاستخدام لتحصل على صورة كاملة وشاملة لتجربة المستخدم.

الخاتمة

في هذا المقال، تعرفنا على اختبار الاستخدام، ولماذا هو ضروري، وكيف ومتى يجب إجراؤه. تعرفنا أيضًا على الأدوار المختلفة في اختبار الاستخدام وكيفية كتابة المهام بشكل واضح ومختصر. تم التطرق أيضًا إلى التقنيات المستخدمة في اختبار الاستخدام وكيفية تحليل النتائج. وأخيراً، ناقشنا السلوك الأخلاقي اللازم أثناء اختبار الاستخدام والفرق بين اختبار الاستخدام الكمي والنوعي.

تذكر دائمًا أن الهدف الأساسي من اختبار الاستخدام هو تحسين تجربة المستخدم، ولذلك يجب أن تكون تحسيناتك دائمًا مستندة إلى البيانات والمعلومات التي جمعتها من اختبارات الاستخدام الخاصة بك.

الأسئلة الشائعة

ما هو اختبار الاستخدام؟

اختبار الاستخدام هو طريقة يستخدمها المصممون لتقييم منتج أو خدمة من خلال السماح للمستخدمين الحقيقيين باستخدامها وتقديم ملاحظاتهم.

لماذا يجب أن نجري اختبار الاستخدام؟

اختبار الاستخدام يمكن أن يكشف عن مشكلات التصميم التي قد تكون مخفية للمصممين والمطورين، ويمكن أن يساعد على تحسين تجربة المستخدم.

ما هو الفرق بين الاختبار الكمي والنوعي؟

الاختبار الكمي يركز على جمع البيانات القابلة للقياس، بينما يركز الاختبار النوعي على فهم تجربة المستخدم والمشاعر.

ما هو الفرق بين الاختبار في الموقع والاختبار عن بعد؟

الاختبار في الموقع يتطلب حضور المشاركين في موقع معين، بينما الاختبار عن بعد يمكن أن يجري عبر الإنترنت، مما يتيح المزيد من المرونة لكل من المشاركين والباحثين.

ما هو التفكير الصوتي في اختبار الاستخدام؟

التفكير الصوتي هو تقنية تطلب من المشاركين الحديث عن تفكيرهم بصوت عالٍ أثناء تنفيذ مهام محددة. هذا يساعد الباحثين على فهم كيفية تفكير المستخدمين وكيف يتفاعلون مع المنتج.

مقدمة في علم الهندسة المعلوماتية (IA)
مقدمة في علم الهندسة المعلوماتية (IA)
مقدمة في علم الهندسة المعلوماتية (IA)

مقدمة في علم الهندسة المعلوماتية (IA)

تعرف على العناصر التي تساهم في جعل المحتوى سهل العثور عليه وبديهي للمستخدمين. في هذه…
أساسيات ورشة العمل التصميم
أساسيات ورشة العمل التصميم
أساسيات ورشة العمل التصميم

أساسيات ورشة العمل التصميم

تعلم أساسيات تنظيم وتقديم ورش العمل للتصميم في مقالتنا الشاملة. هل تبحث عن الطرق الأكثر…