هل سبق لك أن قمت بتنزيل تطبيق جديد على هاتفك الجوال وشعرت بالإرباك أو الفوضى؟ قد يكون السبب وراء ذلك هو عدم وجود عملية توجيه أولي جيدة (Onboarding). في عالم تصميم التجربة الشاملة (UX) وواجهة المستخدم (UI)، تعتبر عملية التوجيه الأولي واحدة من العناصر الحاسمة التي تحدد ما إذا كان المستخدم سيبقى مع التطبيق أو سيحذفه.
عملية التوجيه الأولي هي الخطوات الأولى التي يقوم بها المستخدم عند التفاعل مع التطبيق لأول مرة. إنها فرصتك لإظهار القيمة التي يمكن أن يحصل عليها المستخدم، وتوجيهه لكيفية استخدام التطبيق بفعالية. ببساطة، إنها الطريقة التي تجعل منه “يشترك ويبقى.”
في هذا المقال، سنناقش متى يحتاج التطبيق لعملية توجيه أولي، وما هي الأنواع المختلفة للتوجيه الأولي مثل التوجيه بناءً على الميزات، والتوجيه الأولي للتخصيص، وغيرها. كما سنقدم نصائح حول كيفية جعل عملية التوجيه الأولي فعّالة ومرحة للمستخدم.
متى يحتاج التطبيق لعملية توجيه أولي (onboarding)؟
في بعض الأحيان، قد يكون التطبيق بسيطًا بما فيه الكفاية لدرجة أن المستخدمين يمكنهم فهمه من دون الحاجة لعملية توجيه أولي. ولكن في العديد من الحالات، تكون عملية التوجيه الأولي ضرورية لضمان تجربة مستخدم ناجحة.
1. التطبيقات المعقدة:
إذا كان لديك تطبيق يقدم مجموعة واسعة من الميزات، فإن عملية التوجيه الأولي تساعد في تقديم نظرة عامة واضحة للمستخدمين.
2. الأهداف الخاصة بالتطبيق:
ما هي الأهداف التي تسعى لتحقيقها؟ هل تريد زيادة التفاعل أم الاحتفاظ بالمستخدمين؟ عملية التوجيه الأولي يمكن أن تساعد في تحقيق هذه الأهداف.
3. المستخدمين الجدد:
للمستخدمين الذين يتفاعلون مع التطبيق لأول مرة، يمكن أن تكون عملية التوجيه الأولي مفيدة جدًا لمساعدتهم على فهم كيفية استخدام التطبيق بشكل فعّال.
4. تغييرات كبيرة في التطبيق:
إذا قمت بإجراء تحديثات كبيرة على التطبيق، فقد يحتاج المستخدمون القدامى لعملية توجيه أولي جديدة لفهم التغييرات.
عمومًا، يجب أن يكون لديك استراتيجية واضحة لتحديد متى وكيف يجب أن يتم تنفيذ عملية التوجيه الأولي. إذا تم تنفيذها بشكل صحيح، فإنها تعتبر إحدى أفضل الطرق لزيادة فرص النجاح لتطبيقك.
التوجيه الأولي بناءً على الميزات (Feature-based Onboarding)
عندما يتعلق الأمر بالتطبيقات التي تحتوي على مجموعة متنوعة من الميزات، يمكن أن يكون من الصعب للمستخدم الجديد أن يعرف من أين يبدأ. هنا يأتي دور التوجيه الأولي بناءً على الميزات ليقدم نظرة عامة سريعة ولكن شاملة على الوظائف الأساسية.
1. تسليط الضوء على الميزات الرئيسية:
قدم للمستخدمين ملخصاً سريعاً للميزات التي يجب عليهم معرفتها. يمكن استخدام شرائح تفاعلية أو فيديو قصير لهذا الغرض.
2. توجيه مرحلي:
لا تقدم كل شيء في وقت واحد. قدم الميزات تدريجياً لتجنب إرباك المستخدم.
3. التركيز على القيمة:
ليس فقط كيفية استخدام الميزة، ولكن لماذا يجب استخدامها. إذا فهم المستخدم القيمة التي سيحصل عليها، سيكون أكثر احتمالاً لاستخدام الميزة.
4. التفاعلية:
اجعل عملية التوجيه تفاعلية قدر الإمكان. يمكن ذلك من خلال الاستفادة من الألعاب الصغيرة أو التحديات التي يمكن أن تجعل المستخدم يشعر بالإنجاز.
إذا تم تنفيذ التوجيه الأولي بناءً على الميزات بشكل صحيح، يمكن أن يساعد ذلك بشكل كبير في تحسين تجربة المستخدم وزيادة فرص النجاح للتطبيق.
التوجيه الأولي المُخصّص (Customization Onboarding)
في بعض الحالات، قد يكون لديك تطبيق يقدم مجموعة من الخيارات التي يمكن تخصيصها حسب احتياجات وتفضيلات المستخدم. التوجيه الأولي المُخصّص يُعنى بتوجيه المستخدم لكيفية تخصيص التطبيق ليناسب احتياجاته.
1. تقديم الخيارات:
قدّم للمستخدمين مجموعة من الخيارات التي يمكنهم تخصيصها، مثل لغة التطبيق، أو الوضع الليلي، أو نوع الإشعارات التي يرغبون في تلقيها.
2. إشراح الفوائد:
تأكد من إيضاح الفوائد التي سيحصل عليها المستخدم من تخصيص التطبيق، مثل توفير تجربة مُستخدم أفضل أو توفير استهلاك طاقة أقل.
3. عدم الإكراه:
يجب أن يكون التوجيه الأولي المُخصّص اختياريًا وليس إكراهيًا. ليس عليك إجبار المستخدم على اتخاذ قرارات قبل أن يكون مستعدًا لها.
4. البساطة والوضوح:
حافظ على سهولة العملية ووضوحها. التعقيد يمكن أن يربك المستخدم ويجعله يتجنب استكمال عملية التوجيه الأولي.
بمجرد أن يتمكن المستخدم من تخصيص تطبيقك حسب احتياجاته، سيشعر بأنه يملك سيطرة أكبر على تجربته، مما يجعله أكثر ارتباطًا بالتطبيق.
التوجيه الأولي التعليمي (Instructional Onboarding)
التوجيه الأولي التعليمي يهدف إلى تعليم المستخدم كيفية استخدام التطبيق من خلال توفير إرشادات خطوة بخطوة. هذا النوع من التوجيه الأولي يكون مفيدًا جداً في التطبيقات التي تحتاج لمعرفة تقنية أو خطوات معقدة.
1. توضيح الإرشادات:
تأكد من أن الإرشادات واضحة وسهلة الفهم. استخدم النصوص والصور والفيديوهات لجعل الأمور أكثر وضوحًا.
2. الأمثلة العملية:
قدم أمثلة عملية تظهر للمستخدم كيفية استخدام الميزات بفعالية.
3. إعطاء الردود الفعل:
بعد كل خطوة يجب أن تقدم ردود فعل فورية للمستخدم ليعرف إذا كان قد أتم الخطوة بنجاح أو يحتاج لتصحيح شيء.
4. التقدم المرحلي:
لا تقدم كل المعلومات في مرة واحدة، بل قسّم الإرشادات على عدة مراحل لجعل عملية التعلم أسهل.
من خلال توفير توجيه أولي تعليمي فعّال، يمكنك ضمان فهم المستخدم لكيفية استخدام التطبيق بفعالية، مما يقلل من معدل الإلغاء ويزيد من فرص الاحتفاظ بالمستخدمين.
استخدام التصريح في التوقيت المناسب (Use Permission Priming)
في بعض الأحيان، قد يحتاج التطبيق إلى الوصول إلى ميزات خاصة في الجهاز، مثل الكاميرا أو الموقع الجغرافي. هنا تأتي أهمية طلب الأذونات في التوقيت المناسب لضمان تقديم تجربة مستخدم مريحة.
1. التوقيت المناسب:
لا تطلب الأذونات مباشرةً عند فتح التطبيق لأول مرة. بل، انتظر حتى يكون المستخدم في سياق يتطلب استخدام هذه الأذونات.
2. شرح السبب:
عند طلب الأذون، تأكد من توضيح السبب الذي يجعل التطبيق يحتاج إلى هذه الأذونات. هذا سيزيد من احتمالات قبول المستخدم.
3. البديل:
قدم بديلاً للمستخدم في حالة رفضه للأذون، مثل استخدام ميزات محدودة من التطبيق.
4. الشفافية:
كن شفافًا حول كيفية استخدام البيانات. الشفافية تُعزز من الثقة وتقلل من احتمالية الإلغاء.
من خلال استخدام التصريح في التوقيت المناسب، يمكنك تقديم تجربة مستخدم سلسة وزيادة معدلات التحويل والاحتفاظ بالمستخدمين.
استفادة من الحالات الفارغة (Leverage Empty States)
في تطبيقات الهاتف المحمول، “الحالات الفارغة” هي تلك الشاشات التي يراها المستخدم عندما لا يكون هناك محتوى لعرضه. بدلاً من تقديم شاشة فارغة بدون معلومات، يمكن استغلال هذه الفرصة لتوجيه المستخدم أو تقديم معلومات مفيدة.
1. الإرشاد:
يمكن استخدام الحالات الفارغة لإرشاد المستخدم إلى ميزات جديدة أو كيفية استخدام التطبيق بشكل أفضل.
2. تحفيز الإجراء:
قدم دعوات للعمل (CTA) التي تحفز المستخدم على القيام بإجراء معين، مثل إضافة صورة بروفايل أو البدء في مشروع جديد.
3. التوضيح:
استخدم الحالات الفارغة لتوضيح للمستخدم ماذا سيحدث عندما يتم شغيل ميزة معينة.
4. التشجيع الإيجابي:
أضف عناصر تشجيعية تعزز من معنويات المستخدم وتحفزه على استكمال استخدام التطبيق.
عند استخدامك للحالات الفارغة بشكل فعّال، تُصبح فرصة لتعزيز التفاعل والاحتفاظ بالمستخدم، بدلاً من أن تكون عقبة أمام تجربة المستخدم.
استفادة من الحالات الناجحة (Leverage Success States)
الحالات الناجحة هي اللحظات التي ينجح فيها المستخدم في إكمال مهمة أو تحقيق هدف داخل التطبيق. هذه اللحظات مهمة لتعزيز الاحتفاظ بالمستخدم وزيادة التفاعل.
1. رسائل التأكيد:
عند إكمال المستخدم لمهمة معينة، قدم له رسالة تأكيد تعبر عن النجاح.
2. الجوائز والمكافآت:
يمكن تقديم مكافآت صغيرة أو نقاط تحفيزية للمستخدم عند إنجازه لمهام محددة.
3. التوجيه للخطوة التالية:
بعد إكمال مهمة، استفد من الفرصة لتوجيه المستخدم إلى الخطوة التالية المفيدة في رحلته داخل التطبيق.
4. التحفيز الإيجابي:
استخدم عبارات إيجابية وجرافيك محفز لتعزيز معنويات المستخدم.
الحالات الناجحة تعد فرصة لتقديم تجربة مستخدم إيجابية وتحفيزية. عند الاحتفال بالنجاحات الصغيرة، تزيد من فرصة الاحتفاظ بالمستخدم وتحفيزه على استكمال رحلته داخل التطبيق.
تقديم القيمة للمستخدم منذ البداية (Front-load User Value)
للحفاظ على اهتمام المستخدم، من الهام جدًا تقديم قيمة ملموسة منذ البداية. هذا لا يقتصر على الشرح فقط بل يتضمن تقديم ميزات قوية يمكن للمستخدم الاستفادة منها فوراً.
1. التوضيح السريع:
عندما يفتح المستخدم التطبيق لأول مرة، عرض له ملخص سريع للميزات التي ستكون مفيدة له.
2. الوصول الفوري:
سمح للمستخدم بالوصول الفوري للميزات الأساسية، حتى قبل الانتهاء من عملية التسجيل أو التحقق.
3. محتوى العينة:
قدم نماذج من المحتوى الذي يمكن للمستخدم الوصول إليه، لتعزيز فكرة القيمة التي يمكن أن يحصل عليها.
4. الإرشاد المباشر:
استخدم إرشادات بصرية أو تحفيزات لتوجيه المستخدم نحو استكشاف الميزات القوية في التطبيق.
عند تقديم القيمة منذ البداية، تزيد من فرصة الاحتفاظ بالمستخدم وتشجعه على استكمال رحلته داخل التطبيق بإثارة وثقة.
السماح للمستخدمين بمعاينة محتوى التطبيق قبل التسجيل
أحيانًا، يتردد المستخدمون في التسجيل في تطبيق جديد بسبب عدم وضوح الفوائد التي سيحصلون عليها. في هذا السياق، يمكن لمعاينة المحتوى أن تكون حلاً مثاليًا.
1. الثقة:
عند السماح للمستخدمين برؤية ما يمكن توقعه، تبني مستوى أعلى من الثقة والشفافية.
2. تقليل معدل الانسحاب:
المستخدمون أقل احتمالية للانسحاب من عملية التسجيل إذا شعروا أنهم يعرفون بالفعل ما يمكن أن يتوقعوه.
3. التحفيز:
الإطلاع على ميزات التطبيق يمكن أن يعمل كدافع للمستخدم لإكمال عملية التسجيل.
4. الخيارات:
يمكن للمستخدمين اتخاذ قرار مستنير بناءً على معاينة المحتوى، مما يعطيهم شعورًا بالتحكم والاختيار.
عند السماح للمستخدمين بمعاينة المحتوى قبل التسجيل، تزيد من فرصة تحقيق تفاعل أعلى وتقليل نسب الانسحاب.
جعل التجربة مرنة وتفاعلية
في عالم التطبيقات، يعد التفاعل والتحفيز من العناصر الأساسية لنجاح عملية الإلمام. إليك بعض النصائح لجعل عملية الإلمام أكثر تفاعلية:
1. التحفيزات المرئية:
استخدم الرسوم المتحركة والتفاعلات المرئية لتوجيه المستخدم خلال الخطوات.
2. الاستجابة الفورية:
أعط المستخدم ردود فعل فورية عند إكمال مهمة أو تحقيق نجاح.
3. الأسئلة التفاعلية:
استخدم استطلاعات سريعة أو أسئلة تفاعلية للتحقق من فهم المستخدم للميزات.
4. العناصر اللعبية:
دمج بعض عناصر الألعاب مثل النقاط أو الميداليات يمكن أن يجعل عملية الإلمام أكثر متعة.
عند جعل عملية الإلمام تفاعلية ومرنة، يصبح من المحتمل أن يشعر المستخدم بالإثارة والاهتمام، مما يزيد من فرص الاحتفاظ به ضمن قاعدة المستخدمين.
تضمين دعوة للعمل
دعوة للعمل، أو CTA (Call To Action)، هي جزء لا يتجزأ من عملية الإلمام. هي توجه المستخدم نحو الخطوة التالية التي يجب عليه اتخاذها.
1. الوضوح:
يجب أن تكون دعوة العمل واضحة ومباشرة، سواء كانت “ابدأ الآن” أو “تابع للمرحلة التالية”.
2. التمييز:
اجعل CTA تبرز بين العناصر الأخرى، من حيث اللون والحجم والموقع.
3. التحفيز:
استخدم لغة تحفيزية تجعل المستخدم يرغب في اتخاذ الإجراء.
4. الاستجابة:
تأكد من أن دعوة العمل تقود إلى نتيجة مرضية، تحفز المستخدم على الاستمرار في استخدام التطبيق.
عند تضمين دعوة للعمل بشكل فعّال، تحقق من توجيه المستخدم بنجاح نحو تحقيق أهداف التطبيق، سواء كان ذلك التسجيل أو البدء في استخدام ميزة معينة.
الختام
لقد تعرفنا في هذا المقال على مجموعة من الأفكار والممارسات التي يمكن تطبيقها لجعل عملية الإلمام في التطبيق المحمول أكثر فعالية. من التوقيت المناسب لبدء الإلمام، مروراً بأنواع الإلمام المختلفة، وصولاً إلى أهمية دعوة للعمل، نأمل أن تكون قد اكتسبت فهماً عميقاً للعناصر التي تكون عملية الإلمام فعّالة. الهدف هو ليس فقط جذب المستخدمين، ولكن الحفاظ عليهم وتحفيزهم على استخدام التطبيق بشكل مستمر.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
هل يجب دائماً تضمين عملية الإلمام في التطبيق؟
ليس بالضرورة، تعتمد الحاجة للإلمام على تعقيد التطبيق وجديدة الميزات.
ما هو أفضل نوع من الإلمام؟
لا يوجد نوع “أفضل” بشكل عام، يعتمد ذلك على نوع التطبيق وجمهوره المستهدف.
كيف يمكنني قياس فعالية عملية الإلمام؟
يمكن استخدام متابعة KPIs مثل معدل الانخراط والاحتفاظ بالمستخدمين لقياس النجاح.
كيف يمكن جعل عملية الإلمام تفاعلية؟
استخدام العناصر المتحركة والتحفيزات المرئية يمكن أن يضيف تفاعلاً ومتعة.