Skip to main content

هل سبق لك أن شعرت بالإرهاق أثناء استخدام تطبيق أو موقع ويب؟ ربما لم تكن تدرك السبب وراء ذلك، لكن العبء المعرفي (Cognitive Load) يمكن أن يكون السبب. في هذه المقالة، سنتناول 8 نصائح مهمة للمصممين لتقليل هذا العبء وجعل تجربة المستخدم أكثر سلاسة وإيجابية.

تتضمن نصائحنا موضوعات مثل قانون ميلر (Miller’s Law)، وكيفية إزالة العناصر والمهام غير الضرورية، والحفاظ على التسلسل الهرمي البصري. لا تقلق، سنشرح كل هذه المفاهيم بتفصيل، حتى لو كنت مبتدئًا في عالم التصميم.

فهرس المحتوى

ما هو العبء المعرفي؟ (Cognitive Load)

أولاً وقبل كل شيء، لنفهم ما هو العبء المعرفي أو الحِمل الإدراكي (Cognitive Load). إنه يشير إلى كمية المعلومات والمهام التي يجب على المستخدم معالجتها أثناء استخدام واجهة معينة، سواء كانت واجهة موقع ويب أو تطبيق. ببساطة، إذا كان العبء المعرفي عالي، فإن المستخدم سيجد صعوبة في فهم كيفية استخدام التطبيق أو الموقع وقد يشعر بالإحباط أو الإرهاق.

أنواع العبء المعرفي:

  • العبء الداخلي (Intrinsic Load): هو العبء الذي ينشأ من العملية أو المهمة نفسها.
  • العبء الخارجي (Extraneous Load): هو العبء الذي يتعلق بكيفية تقديم المعلومات أو تصميم الواجهة.
  • العبء المتوافق (Germane Load): هو العبء الذي يساعد المستخدم على فهم المعلومات وتحويلها إلى ذاكرة طويلة الأمد.

لماذا يهمنا هذا؟

فهم أنواع العبء المعرفي وكيفية التفاعل بينهم يمكن أن يكون مفتاحًا لإنشاء تصميمات أكثر فعالية. سنقوم بالتركيز على هذا الجانب في النصائح التالية.

الفكرة هنا ليست فقط في تقليل كمية المعلومات، ولكن في تنظيمها وتقديمها بطريقة تجعلها سهلة الاستيعاب والتنفيذ.

قانون ميلر (Miller’s Law)

إذا كنت قد أمضيت وقتًا في مجال التصميم التفاعلي، فربما قد سمعت عن قانون ميلر (Miller’s Law). يُقدر هذا القانون العدد الأمثل للعناصر التي يمكن للإنسان تخزينها في الذاكرة العاملة، والذي يتراوح بين 5 إلى 9 عناصر.

لماذا قانون ميلر مهم؟

معرفة قدرة الذاكرة العاملة للمستخدم يمكن أن تكون مفيدة جداً في التصميم. على سبيل المثال، في تصميم قائمة التنقل، يفضل الحفاظ على عدد الخيارات في هذا النطاق لجعل الواجهة أكثر قابلية للفهم.

كيف يمكن تطبيق قانون ميلر؟

  1. القوائم والخيارات: حاول الحفاظ على القوائم والخيارات بين 5-9 عناصر.
  2. المعلومات النصية: عند عرض المعلومات النصية، استخدم نقاط رصاص أو أقسام فرعية لتقليل العبء.
  3. الإشارات المرئية: استخدم الرموز والألوان للمساعدة في تقليل الحاجة للنص.

بتطبيق قانون ميلر، يمكنك تقديم تجربة مستخدم أكثر سلاسة وفعّالة، بما يتوافق مع قدرات الذاكرة البشرية.

إزالة العناصر غير الضرورية (Remove Unnecessary Elements)

تقليل العبء المعرفي يبدأ غالباً بالتخلص من العناصر التي لا تقدم قيمة حقيقية للمستخدم. سواء كانت هذه العناصر هي أزرار أو نصوص أو صور، إذا لم تساهم في تحقيق الهدف الرئيسي للصفحة، فإنها تعتبر مشتتة.

لماذا إزالة العناصر غير الضرورية مهم؟

كل عنصر إضافي في التصميم يتطلب من المستخدم معالجة هذه المعلومة، مما يزيد العبء عليه. الحفاظ على واجهة مستخدم نظيفة وبسيطة يمكن أن يساعد في تحسين تجربة المستخدم.

كيف يمكن تطبيق إزالة العناصر غير الضرورية؟

  1. فحص الواجهة: ابدأ بفحص واجهة المستخدم وتحديد العناصر التي لا تضيف قيمة.
  2. التقييم والاختبار: قم بإجراء اختبارات A/B للتأكد من أن إزالة العناصر لن تؤثر على الأداء.
  3. تبسيط الواجهة: استخدم مبادئ التصميم مثل التحاق الألوان والمسافات لجعل الواجهة أكثر سهولة في التنقل.

مثال على إزالة العناصر غير الضرورية:

توجيه الزائر فقط للقوائم والأزرار التي سيحتاجها في رحلته يُعد مثالاً جيداً لهذا النصيحة. فبدلاً من إظهار كل الخيارات مُباشرةً، يمكن تقديم الأساسيات أولاً.

القضاء على المهام غير الضرورية (Eliminate Unnecessary Tasks)

بعد التخلص من العناصر غير الضرورية، يأتي دور النظر في التفاعلات والمهام التي يُطلب من المستخدم القيام بها. إذا كانت هناك مهام يمكن تجنبها أو تبسيطها، فهذا سيقلل العبء المعرفي بشكل كبير.

لماذا القضاء على المهام غير الضرورية مهم؟

المهام غير الضرورية تعبئ الذاكرة العاملة للمستخدم وتعقد العملية. عندما يكون لديك تصميم يتيح للمستخدمين الوصول لما يريدون بأقل عدد ممكن من الخطوات، يصبح الاستخدام أكثر سهولة.

كيف يمكن تطبيق القضاء على المهام غير الضرورية؟

  1. تحليل التدفق: قم بتحليل تدفقات المستخدم لتحديد أي خطوات يمكن حذفها.
  2. التحسين المستمر: استخدم التحليلات والملاحظات لتحسين التدفقات بشكل مستمر.
  3. تقليل النقرات: حاول القضاء على الحاجة للنقرات والتفاعلات الغير ضرورية.

مثال على القضاء على المهام غير الضرورية:

إذا كان مستخدم يحتاج للانتقال عبر خمس صفحات لإتمام عملية شراء، فهل يمكن تبسيط هذا التدفق ليكون ثلاثة أو حتى صفحتين؟

اتباع نماذج التصميم الشائعة (Follow Common Design Patterns)

عندما يزور المستخدمون موقعًا ويب أو تطبيقًا، هناك توقعات محددة بناءً على تجاربهم السابقة مع واجهات المستخدم الأخرى. استخدام نماذج التصميم الشائعة يجعل الناس يشعرون بالراحة ويقلل من العبء المعرفي.

لماذا اتباع نماذج التصميم الشائعة مهم؟

التوافق مع التوقعات يجعل التجربة أكثر إشباعًا ومرضية. هذا يقلل من الوقت والجهد الذي يحتاجه المستخدم لفهم كيفية التفاعل مع الواجهة.

كيف يمكن تطبيق اتباع نماذج التصميم الشائعة؟

  1. الملاحة: اتبع أنماط الملاحة المعروفة مثل القوائم الرأسية والأفقية.
  2. الأزرار والإشارات: استخدم أزرار وإشارات معترف بها مثل علامة الصح للتأكيد وعلامة الإكس للإلغاء.
  3. التصميم العام: قم بتوضيح العناصر المهمة في المكان الذي يتوقعه الناس، مثل وضع الشعار في الجزء العلوي اليساري من الشاشة.

مثال على اتباع نماذج التصميم الشائعة:

في تطبيقات التواصل الاجتماعي، تكون رموز الإعجاب والتعليق والمشاركة عادة ما تكون موجودة تحت المنشورات، وهذا يسهل على المستخدمين التفاعل دون الحاجة للبحث.

تقليل الخيارات المتاحة (Minimize Choices)

التقليل من عدد الخيارات يساعد المستخدم على اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة، مما يقلل العبء المعرفي.

لماذا تقليل الخيارات المتاحة مهم؟

قد يؤدي وجود خيارات كثيرة لدى المستخدم إلى تأجيل القرار أو حتى التجنب الكامل له، وهو ما يُعرف بـ”شلل التحليل” (Analysis Paralysis).

كيف يمكن تطبيق تقليل الخيارات المتاحة؟

  1. تبسيط القوائم: استخدم قوائم بسيطة وموجزة بدلاً من القوائم الطويلة والمعقدة.
  2. الترتيب المنطقي: قم بترتيب الخيارات بطريقة منطقية، مثل الأكثر شهرة أو الأكثر استخدامًا.
  3. تقديم التوجيه: في حالات الضرورة، يمكن تقديم توجيهات أو توصيات لمساعدة المستخدمين على اتخاذ القرار.

مثال على تقليل الخيارات المتاحة:

في صفحة شراء منتج، بدلاً من تقديم 10 ألوان مختلفة، يمكن تقديم 3-4 خيارات شائعة وإتاحة الوصول للمزيد من الألوان عبر رابط إضافي.

استخدام الكشف التدريجي (Use Progressive Disclosure)

الكشف التدريجي هو تقنية تصميم تعرض للمستخدم فقط المعلومات الأساسية في البداية، مع إتاحة الوصول إلى التفاصيل عند الحاجة.

لماذا استخدام الكشف التدريجي مهم؟

هذا يساعد على تجنب إرهاق المعلومات ويجعل التجربة العامة أقل تعقيدًا وأكثر تركيزًا.

كيف يمكن تطبيق استخدام الكشف التدريجي؟

  1. المعلومات الأساسية أولاً: قدم المعلومات الأساسية واحتفظ بالتفاصيل للكشف عند الحاجة.
  2. زر “المزيد”: استخدم أزرار مثل “المزيد” أو “تفاصيل” لإظهار مزيد من المعلومات.
  3. الألسنة والقوائم الجانبية: استخدم هذه العناصر لتنظيم المحتوى بطريقة تسهل على المستخدم العثور على ما يحتاجه.

مثال على استخدام الكشف التدريجي:

في صفحة منتج، يمكنك عرض اسم المنتج، السعر، وصورة واحدة في البداية، مع زر “المزيد” يكشف عن المزايا، والمواصفات، والمراجعات.

تقسيم النص إلى قطع (Divide Text into Chunks)

تقسيم النص إلى قطع صغيرة يجعله أسهل للقراءة والفهم، ويقلل من العبء المعرفي على المستخدم.

لماذا تقسيم النص إلى قطع مهم؟

الأبحاث تظهر أن الناس عادة ما يقرؤون النصوص على الشاشات بطريقة “F-Shape”، مما يجعل القطع النصية الصغيرة أسهل للمعالجة والفهم.

كيف يمكن تطبيق تقسيم النص إلى قطع؟

  1. الفقرات القصيرة: حافظ على الفقرات قصيرة وموجزة.
  2. العناوين الفرعية: استخدم العناوين الفرعية لتقسيم المحتوى وجعله أسهل للتنقل.
  3. القوائم: استخدم قوائم مرقمة أو نقطية لتنظيم المعلومات بشكل واضح.

مثال على تقسيم النص إلى قطع:

بدلاً من كتابة فقرة طويلة حول مزايا منتج، يمكن تقسيمها إلى عناوين فرعية مثل “الكفاءة”، “التكلفة”، “الموثوقية”، مع فقرات قصيرة تحت كل عنوان لشرح كل ميزة.

الحفاظ على التسلسل البصري (Maintain Visual Hierarchy)

التسلسل البصري يتعلق بتنظيم العناصر بطريقة تجعل بعضها يبرز أكثر من البعض الآخر، مما يقود انتباه المستخدم ويقلل من العبء المعرفي.

لماذا الحفاظ على التسلسل البصري مهم؟

وجود تسلسل بصري جيد يساعد المستخدم على فهم المحتوى والتفاعل معه بكفاءة، دون الحاجة لتكثيف الجهد الذهني.

كيف يمكن تطبيق الحفاظ على التسلسل البصري؟

  1. التباين: استخدم التباين في الألوان والحجم للتأكيد على العناصر المهمة.
  2. التوجيه البصري: استخدم الصور والأيقونات لجذب الانتباه إلى المعلومات الرئيسية.
  3. المساحة الفارغة: استخدم المساحة الفارغة لفصل العناصر وتوفير “تنفس” بصري.

مثال على الحفاظ على التسلسل البصري:

في نموذج الاشتراك، يمكن جعل زر “إرسال” بلون مشرق وحجم كبير لجذب الانتباه، بينما يمكن استخدام الخطوط الرفيعة والألوان الخفيفة للنصوص الثانوية.

اختيار الأيقونات بحذر (Choose Icons Properly)

اختيار الأيقونات المناسبة يمكن أن يكون له تأثير كبير على تجربة المستخدم والتحليل السريع للمعلومات.

لماذا اختيار الأيقونات مهم؟

الأيقونات تعمل كمؤشرات بصرية تساعد في التوجيه والتحليل السريع، لكن اختيار الأيقونات الغير مناسبة يمكن أن يؤدي للتوتر والإرباك.

كيف يمكن تطبيقه؟

  1. الوضوح: اختر أيقونات بسيطة وواضحة الهدف.
  2. التوحيد: حافظ على استخدام نمط واحد للأيقونات في جميع أنحاء التصميم.
  3. الاختبار: قم باختبار فهم المستخدمين للأيقونات قبل التنفيذ النهائي.

مثال على اختيار الأيقونات:

في تطبيق التواصل الاجتماعي، يمكن استخدام أيقونة قلب للإشارة إلى “الإعجاب” وأيقونة نجمة للإشارة إلى “المفضلة”. يجب تجنب استخدام أيقونات معقدة أو غير مفهومة تحتاج لوقت للتفكير.

الختام

تعتبر تقنيات تقليل العبء المعرفي مهمة جداً في تصميم واجهات المستخدم. من خلال الالتزام بالنصائح الثمانية التي تم طرحها، يمكن للمصممين تحسين تجربة المستخدم وجعل التفاعل مع التطبيق أو الموقع الإلكتروني أكثر سلاسة وفعالية.

أسئلة متكررة (FAQ)

ما هو العبء المعرفي؟ (Cognitive Load)

هو كمية المعلومات والمهام التي يجب على المستخدم معالجتها أثناء التفاعل مع التصميم.

ما هو قانون ميلر (Miller’s Law)?

هو نظرية تقول إن الإنسان يمكنه تذكر 7 عناصر (+/- 2) في الذاكرة القصيرة الأجل.

ما هو التسلسل البصري (Visual Hierarchy)?

هو تنظيم العناصر بشكل يجعل بعضها يبرز أكثر من البعض الآخر لجذب الانتباه.

ما معنى الكشف التدريجي (Progressive Disclosure)?

هو تقديم المعلومات “حسب الحاجة” بدلاً من “كل شيء مرة واحدة”.

كيف يمكن تقسيم النص إلى قطع (Dividing Text into Chunks)?

من خلال استخدام الفقرات القصيرة، العناوين الفرعية، والقوائم لتنظيم المعلومات.