في عالم تصميم واجهات المستخدم، نسعى دائمًا لتقديم تجربة تفاعلية تعزز من سهولة الوصول لجميع الأفراد. من بين هؤلاء الأفراد، فئة يُحسر لها كثيراً هي أولئك الذين يعانون من الدسلكسيا (Dyslexia). هذا المقال سيوجهك نحو مجموعة من الممارسات والنصائح التي يمكنك اعتمادها لجعل تصاميمك متاحة وسهلة الاستخدام لأصحاب الدسلكسيا.
هنا، سنتناول عددًا من الموضوعات مثل اختيار الخطوط، استخدام الصور، والتنسيق النصي، كل ذلك بمراعاة حالات الدسلكسيا. هدفنا هو مساعدتك على فهم كيفية تحسين واجهاتك بطرق تجعلها أكثر قابلية للوصول.
تعريف الدسلكسيا
الدسلكسيا (Dyslexia)، أو ما يُعرف بالعربية بـ “ضعف القراءة والكتابة”، هو اضطراب تعلمي يصيب القدرة على القراءة، التفكير، والكتابة بفعالية. ليست مشكلة الدسلكسيا مرتبطة بنقص في الذكاء، بل هي تحدي يتعلق بكيفية معالجة المعلومات اللغوية. تُظهر الإحصائيات أن حوالي 5% إلى 10% من الأفراد في معظم الثقافات يعانون من هذا الاضطراب.
فهم ما هو الدسلكسيا وكيف يؤثر على تجربة المستخدم يُعتبر خطوة مهمة في تطوير تصاميم أكثر شمولية وقابلية للوصول. بمعرفة هذه التفاصيل، يُصبح بإمكانك توجيه اهتمامك نحو تقديم حلول تصميمية تُحسن من تجربة هؤلاء الأفراد بشكل خاص.
استخدام الصور لدعم النص
عند التصميم لأصحاب الدسلكسيا، يُفضل دائمًا دمج الصور والرسوم التوضيحية مع النصوص. الأبحاث تُظهر أن استخدام العناصر البصرية يُسهل على الأشخاص الذين يعانون من الدسلكسيا فهم المحتوى بشكل أفضل. لا تقتصر فائدة الصور على التوضيح فقط، بل يمكن أن تُسهم أيضًا في جعل النص أكثر جاذبية وتفاعلية.
على سبيل المثال، إذا كان مقالك يتناول أنواع الخطوط التي يُفضل استخدامها، يمكنك إضافة صور تُظهر الفارق بين الخطوط الودية للدسلكسيا وغيرها. هذا يُعطي للقارئ فكرة عملية عن كيفية تأثير تلك الخطوط على القراءة.
تجنب الخطوط ذات الزخارف
الخطوط ذات الزخارف، أو ما يُعرف بالـ “Serif fonts”، قد تضيف جمالية للتصميم، لكنها تُعتبر غير مثلى عندما يتعلق الأمر بتصميم واجهات لأصحاب الدسلكسيا. الزخارف الصغيرة التي تزين حروف هذه الخطوط تُضاف على نقاط الانطلاق والانتهاء للحروف، وقد تجعل القراءة مُعقدة للذين يعانون من الدسلكسيا.
يُفضل اختيار خطوط “سان سيريف” (Sans-Serif)، التي تفتقر لهذه الزخارف، لأنها تُقدم قراءة أكثر سلاسة ووضوحًا. بعض الأمثلة على هذه الخطوط هي Arial و Verdana.
عند استخدام الخطوط في تصميمك، تأكد من اختيار نوع يُسهل القراءة ويُعزز من قابلية الوصول في تجربة المستخدم.
استخدام الخطوط الودية للدسلكسيا
في تقديرات الأبحاث، تُظهر الدراسات أن بعض الخطوط تُعتبر أكثر “ودية” للأشخاص الذين يعانون من الدسلكسيا مقارنة بغيرها. هذه الخطوط تُصمم بعناية لتقليل الإرباك بين الحروف التي تُشابه بعضها البعض، مثل “b” و “d” أو “p” و “q”.
خطوط مثل “Open Dyslexic” و “Dyslexie Font” هي خطوط تم تصميمها خصيصًا لتحسين قراءة الأشخاص الذين يُعانون من الدسلكسيا. يُفضل دمج هذه الخطوط في تصاميمك لزيادة سهولة القراءة وتحسين تجربة المستخدم.
يُفضل تجربة عدة خطوط ومقارنتها في التصميم النهائي للوصول إلى الخيار الأمثل الذي يُناسب جمهورك المستهدف.
استخدام جمل قصيرة وبسيطة
اللغة المُعقدة والجمل الطويلة قد تُشكل عبئاً إضافياً على الأشخاص الذين يعانون من الدسلكسيا. لذلك، من الأفضل استخدام جمل قصيرة وبسيطة تُسهل عملية القراءة والفهم.
في سياق التصميم، يُفضل تقديم المعلومات بطريقة هيكلية ومُنظمة. استخدم فقرات قصيرة، وافصل بينها باستخدام مسافات كافية، لجعل النص أكثر قابلية للقراءة.
يمكن تطبيق هذه المبادئ على العناوين، التسميات، وحتى الأزرار في واجهة المستخدم، لتُصبح التجربة العامة أكثر سهولة وإيجابية للمستخدم.
تجنب الضوضاء البصرية
الضوضاء البصرية تحدث عندما يكون هناك الكثير من العناصر المرئية في التصميم، مما يعمل على تشتيت انتباه القارئ. للأشخاص الذين يعانون من الدسلكسيا، هذا يمكن أن يُصعب القراءة والتركيز على المحتوى المُهم.
في محاولة لتجنب هذا، يُفضل استخدام التخطيط النظيف والبسيط. حاول تقليل عدد الألوان والنصوص والصور إلى الأساسيات فقط. يُمكن استخدام المسافات البيضاء بفعالية لفصل العناصر وجعل التصميم أكثر هدوءاً وقراءة أسهل.
على سبيل المثال، بدلاً من استخدام خلفيات مُعقدة ونصوص ملونة، يُمكنك اختيار خلفية بسيطة ولون نص أساسي يُعزز من القراءة بدلاً من تعقيدها.






