Skip to main content

عندما نتحدث عن تصميم تطبيقات الهواتف المحمولة، قد يكون من السهل التركيز على الجوانب الجمالية وواجهة المستخدم اللامعة. لكن، هل فكرت يومًا في أن هناك قطاعًا كبيرًا من المستخدمين قد يواجهون صعوبة في الوصول إلى هذه التطبيقات بالطريقة التي تعتبرها “طبيعية”? هنا يأتي دور الوصولية عبر الهواتف المحمولة، وهو موضوع يجب أن يكون له الأولوية في عالم تصميم UX/UI.

على وجه الخصوص، يعتبر تأكيد الوصول عبر الهواتف المحمولة (Mobile Accessibility) عنصرًا أساسيًا لضمان استخدام مريح وشامل لجميع الأفراد، بغض النظر عن وجود أي نوع من الإعاقات أو القيود. تصميم التطبيق بطريقة تُمكِن الجميع من الاستفادة منه ليس مجرد مسألة أخلاقية، بل هو أيضًا مطلب قانوني في العديد من البلدان.

في هذا المقال، سنغطي كيفية تصميم تطبيقات محمولة تُراعي احتياجات جميع المستخدمين. من المعايير الفنية مثل WCAG إلى الأفكار البسيطة مثل حجم نقاط اللمس، هناك العديد من الجوانب التي يجب مراعاتها لضمان إمكانية الوصول.

فهرس المحتوى

ليس مجرد هواتف وأجهزة لوحية: الأجهزة التي يجب الأخذ في الاعتبار

قد يظن البعض أن الحديث عن الوصولية في تطبيقات الهواتف المحمولة يقتصر على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية فقط. لكن الحقيقة تفيد بأن هناك العديد من الأجهزة الأخرى التي يُمكن التفكير فيها. مثلاً، الساعات الذكية، وأجهزة التلفاز الذكي، وحتى أنظمة المعلومات في السيارات.

الوصولية ليست مجرد مفهوم ينطبق على الهواتف الذكية، بل هو شامل لجميع الأجهزة التي تحتوي على واجهات مستخدم. الفكرة هي أن كل جهاز يأتي مع تحدياته الخاصة فيما يتعلق بالوصولية، وبالتالي يجب على مصممي UX/UI أن يُراعوا هذه النواحي عند التصميم.

لنأخذ مثال الساعات الذكية، حجم الشاشة فيها صغير مما يجعل توفير نص بحجم قابل للقراءة تحديًا. كما أن الإيماءات على هذه الأجهزة تحتاج لأن تكون بسيطة للغاية لتجنب الإرباك. بينما في أجهزة التلفاز الذكي، يمكن أن يكون التحكم عبر الصوت مفيدًا كبديل للتحكم عن طريق الريموت.

وفي هذا السياق، يصبح من الضروري للمصممين أن يُفكروا بعيدًا عن الصندوق ويُراعوا الأجهزة المتعددة التي قد يستخدمها المستخدمون.

تصميم لمجموعة متنوعة من الاحتياجات

عندما نتحدث عن الوصولية، فإن الأمر لا يتعلق فقط بالأشخاص الذين يعانون من الاحتياجات الخاصة. في الواقع، يمكن لأي شخص أن يواجه صعوبة مؤقتة، مثل القيادة أو حمل حقيبة، والتي قد تعيق الوصول إلى التطبيق بسهولة. لذلك، يجب أن نُراعي مجموعة متنوعة من الاحتياجاتعند التصميم.

إعاقات بصرية (Visual Impairments)

يُمكن للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الرؤية أن يستفيدوا من خيارات مثل تكبير النص أو استخدام قارئ الشاشة.

إعاقات حركية (Motor Impairments)

يُمكن لأولئك الذين يعانون من صعوبة في التحكم بحركاتهم الاستفادة من واجهات تُمكِن من التنقل عن طريق الأوامر الصوتية أو الإيماءات البسيطة.

إعاقات سمعية (Hearing Impairments)

توفير خيارات للترجمة النصية للمحتوى الصوتي يُمكن أن يكون مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من صعوبة في السمع.

إعاقات التفكير والتعلم (Cognitive and Learning Impairments)

البساطة والوضوح في التصميم يُمكن أن يُساعد في تقليل الإرباك للأشخاص الذين يعانون من إعاقات التفكير والتعلم.

عند معالجة هذه الاحتياجات، يصبح من الضروري الالتزام بالمعايير العالمية مثل WCAG لضمان الوصول لأكبر شريحة ممكنة من المستخدمين.

أهمية معايير

يمثل مُبادِرة الوصولية على الويب (Web Content Accessibility Guidelines – WCAG) الإطار الذي يُرشد مصممي ومطوري المواقع والتطبيقات على كيفية جعل المحتوى واجهات المستخدم قابلة للوصول للجميع. هذه المعايير تأتي في مُستويات مُختلفة تُسمى (A, AA, AAA)، وكل مستوى يوفر مجموعة من المُتطلبات التي يجب تحقيقها.

ما الذي يُغطيه WCAG؟

  • توفير نصوص بديلة للمحتوى المرئي والصوتي.
  • جعل جميع وظائف التحكم قابلة للوصول عبر لوحة المفاتيح.
  • توفير وسائل لمساعدة المستخدمين على التنقل والعثور على المحتوى.
  • ضمان التوافق بين مختلف المُتصفحات والأجهزة.

لماذا يُعتبر الالتزام بWCAG مهمًا؟

الالتزام بمعايير WCAG ليس فقط مُهمًا من الناحية الأخلاقية، ولكن أيضًا يُمكن أن يكون له تأثيرات قانونية في بعض البلدان. بالإضافة إلى ذلك، التطبيقات التي تُراعي معايير الوصولية تُعتبر أكثر موثوقية وتوفر تجربة مُستخدم أفضل.

عند تصميم تطبيقات الهاتف المحمول، يُعتبر التأكيد على معايير WCAG ضروريًا لضمان توفير تجربة مُستخدم شاملة ومُراعية لاحتياجات الجميع.

تصميم لأحجام الشاشات المتنوعة

في عالم يزداد فيه استخدام الأجهزة المحمولة، يُصبح من الضروري جدًا تصميم تطبيقات تُناسب جميع أحجام الشاشات. من الصغيرة مثل الساعات الذكية إلى الكبيرة مثل الأجهزة اللوحية، يجب أن يُسهل على المستخدم الانتقال بين الأجهزة المختلفة دون أن يفقد سلاسة التجربة.

استجابة التصميم (Responsive Design)

أحد الأساليب الفعّالة للتعامل مع تنوع أحجام الشاشات هو التصميم الاستجابي، الذي يُمكّن المحتوى من التكيف مع الشاشة التي يُعرض عليها.

أهمية الاختبار

تأكيد أن التطبيق يعمل بشكل جيد على الأجهزة المختلفة يُعتبر مهمًا للغاية. لذا، يُفضل إجراء اختبارات مُكررة على مُختلف الأجهزة.

التأكيد على العناصر الأساسية

في الشاشات الصغيرة، يُفضل التركيز على العناصر الأساسية والتخلص من أي عناصر زائدة قد تُعقد التجربة.

مُلخصًا، التصميم لأحجام شاشات مُتنوعة ليس فقط تحديًا تقنيًا، بل هو أيضًا فرصة لإظهار قدرة التطبيق على تقديم تجربة مُستخدم جيدة عبر مُختلف الأجهزة والبيئات.

حجم وموضع هدف اللمس

في تصميم التطبيقات المحمولة، يُعتبر حجم وموضع هدف اللمس من العوامل الهامة التي تُؤثر على سهولة الاستخدام والوصولية.

ما هو هدف اللمس؟ (Touch Target)

هو العنصر الذي يتفاعل مع إيماءات اللمس، مثل الأزرار، والروابط، والعناصر التفاعلية الأخرى في التطبيق.

أهمية حجم هدف اللمس (Size)

يُفضل أن يكون حجم هدف اللمس كافٍ لتُمكن الأشخاص من النقر عليه بسهولة، بغض النظر عن حجم أصابعهم أو إذا كانوا يستخدمون وسيلة مساعدة للتنقل.

موضع هدف اللمس (Placement)

يُفضل وضع العناصر التفاعلية في مواضع تُسهل الوصول إليها، وخصوصًا في مناطق الشاشة التي يُمكن الوصول إليها بإصبع الإبهام.

معايير WCAG وهدف اللمس

معايير WCAG تُوصي بأن يكون حجم هدف اللمس لا يقل عن 44 بكسل في كل الأبعاد.

بمراعاة هذه النقاط، يُمكن تحسين تجربة المستخدم وتوفير واجهة تفاعلية أكثر فعالية وقابلة للوصول.

الحفاظ على الإيماءات بسيطة

تُعتبر الإيماءات مثل النقر، والسحب، والتمرير جزءًا أساسيًا من تفاعل المستخدم مع التطبيقات المحمولة. ولكن، يُمكن أن تُصبح هذه الإيماءات معقدة وتُسبب في إرباك المستخدمين، خاصةً الذين يعانون من قصور حركي أو حسي.

البساطة هي المفتاح

إذا كان بإمكان إيماءة واحدة أو نقرة واحدة إتمام العملية، فلا داعي لجعلها مُعقدة. يُفضل استخدام الإيماءات البسيطة والمألوفة للمستخدمين.

توفير بدائل

لأولئك الذين يُعانون من صعوبة في استخدام الإيماءات المعقدة، يُفضل توفير طرق بديلة لتنفيذ العمليات.

التوجيه والإرشاد

إرشاد المستخدمين على كيفية استخدام الإيماءات الجديدة يُعتبر مُهمًا. يُمكن ذلك من خلال توفير تعليمات واضحة أو توجيهات تفاعلية.

الحفاظ على الإيماءات بسيطة يُسهم في تحسين قابلية الاستخدام والوصولية، وبالتالي تُعزز من جودة تجربة المستخدم.

السعي للتناسق

التناسق في التصميم يُسهل على المستخدمين التعامل مع التطبيق ويُعزز من سلاسة التجربة. في هذا السياق، التناسق ليس فقط مرتبطًا بالألوان والخطوط، بل يشمل أيضًا الإيماءات، والأيقونات، وترتيب العناصر.

التناسق في الواجهة (UI Consistency)

يُفضل أن يتميز التصميم بنمط واحد عبر جميع شاشات التطبيق، سواء كان ذلك في توزيع العناصر أو في نمط الخط والألوان.

التناسق في التفاعل (Interaction Consistency)

الإيماءات والتفاعلات يجب أن تكون متسقة في جميع أنحاء التطبيق، مثل استخدام السحب للتنقل أو النقر للتفاعل.

الاستفادة من التصاميم القائمة (Leveraging Existing Designs)

إذا كان التطبيق يُعتبر جزءًا من مجموعة تطبيقات أو منصة، يُفضل الاحتفاظ بالتناسق مع التصاميم القائمة.

التناسق يُسهل على المستخدمين تعلم كيفية استخدام التطبيق ويُقلل من الإرباك، مما يُسهم في تحسين تجربة المستخدم.

طرق إدخال البيانات السهلة

إدخال البيانات هو جزء لا يتجزأ من تجربة المستخدم في العديد من التطبيقات. يُمكن أن تكون هذه العملية مُرهقة ومُزعجة إذا لم يتم تصميمها بشكل صحيح.

النماذج البسيطة والواضحة

يُفضل استخدام نماذج بسيطة مع توجيهات واضحة لتسهيل عملية إدخال البيانات.

الأدوات المساعدة (Input Aids)

استخدام القوائم المنسدلة، وأدوات اختيار التاريخ، والتحقق من الصحة يُمكن أن يُسهل على المستخدمين إدخال البيانات.

التحقق اللحظي (Instant Validation)

توفير ردود فعل فورية حول صحة البيانات المُدخلة يُمكن أن يُحسن من تجربة المستخدم.

خيارات التكملة التلقائية (Auto-completion)

هذه الوظيفة تُسهل على المستخدمين عملية الإدخال عبر اقتراحات تلقائية تظهر أثناء الكتابة.

عند تصميم طرق إدخال البيانات السهلة، يُمكن أن نُحسن بشكل كبير من تجربة المستخدم ونجعل التطبيق أكثر قابلية للوصول.

وجود طرق متعددة لاستيعاب المحتوى

تقديم المحتوى بطرق متعددة يُعزز من قابلية الوصول ويُسهل على مجموعة متنوعة من المستخدمين فهم المعلومات.

النص والصورة

بالإضافة إلى النص، يُمكن استخدام الصور والأيقونات لنقل المعلومات بشكل فعّال.

الصوت والفيديو

توفير المحتوى الصوتي أو المرئي كبدائل للنص يُعتبر ضروريًا لأولئك الذين يُفضلون هذه الأنواع من المحتوى.

الرسوم التوضيحية

استخدام الرسوم التوضيحية والشرائح يُمكن أن يُسهل على المستخدمين فهم المعلومات الأكثر تعقيدًا.

الوسائط المتعددة (Multimedia)

يُمكن دمج عناصر متعددة مثل النص، والصور، والفيديو في نفس الشاشة لتوفير تجربة مُتكاملة.

وجود طرق متعددة لاستيعاب المحتوى يُسهم في جعل التطبيق قابلًا للوصول لأكبر عدد ممكن من المستخدمين، بغض النظر عن نوع الإعاقة التي قد يُعانون منها.

التباين اللوني لتعزيز الوصول

التباين اللوني يُعتبر عاملًا مهمًا في تصميم التطبيقات القابلة للوصول. إذا كان التباين ضعيفًا، يُمكن أن يُصعب ذلك على المستخدمين، خصوصًا الذين يعانون من مشاكل في الرؤية، استيعاب المحتوى.

معايير اللون

معايير WCAG تُوفر إشارات للتباين اللوني الجيد، ويُفضل مراعاتها عند التصميم.

أدوات التحقق

هناك أدوات متعددة متاحة لفحص التباين اللوني والتأكد من تطابقه مع المعايير.

الألوان والإشارات

الألوان يُمكن أن تُستخدم لنقل الرسائل والإشارات، لكن يجب أن لا تكون الوسيلة الوحيدة لذلك.

توفير تباين لوني جيد يُسهل على جميع المستخدمين، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من مشاكل في الرؤية، تجربة التطبيق بشكل كامل وفعّال.

الختام

لقد قمنا بمراجعة عدد من الجوانب الهامة لتوفير تجربة مُستخدم قابلة للوصول على الأجهزة المحمولة. من أهمية التصميم لأنواع مختلفة من الإعاقات إلى أهمية التباين اللوني، يتطلب تحقيق قابلية الوصول مجموعة من الإجراءات المتكاملة. عند تطبيق هذه المبادئ، يُمكننا جعل التطبيقات أكثر شمولاً وقابلية للوصول لجميع المستخدمين.

أسئلة متكررة (FAQ)

ما هي معايير WCAG ولماذا هي مهمة؟

WCAG تُعتبر المعايير العالمية لقابلية الوصول وهي تُوفر إرشادات عن كيفية جعل المحتوى الإلكتروني قابلًا للوصول لأكبر عدد من الأشخاص.

هل يُمكن تصميم التطبيق ليكون قابلًا للوصول دون الحاجة لتجربة المستخدم؟

تجربة المستخدم تُعتبر جزءًا أساسيًا لتحقيق قابلية الوصول. لا يُمكن الفصل بينهما.

ما الأدوات التي يُمكن استخدامها لفحص قابلية الوصول؟

هناك العديد من الأدوات مثل aXe, WAVE, و Lighthouse التي تُسهل عليك فحص موقعك أو تطبيقك.

ماذا يعني التباين اللوني في سياق قابلية الوصول؟

التباين اللوني يُرتبط بمدى وضوح النص أو العنصر البصري بالنسبة للخلفية.

التخطيط للبحث في تصميم الخدمات: الأهداف، المشاركين، وأدوات التحليل

التخطيط للبحث في تصميم الخدمات: الأهداف، المشاركين، وأدوات التحليل

تعرف على كيفية تحديد الأهداف البحثية، تحديد المشاركين في البحث، اختيار الأساليب البحثية، التحقق من…
حدود ومخططات CSS: دليلك الشامل

حدود ومخططات CSS: دليلك الشامل

تعرف على كيفية استخدام حدود CSS وخصائص المخطط لتحسين تصميمات واجهة المستخدم. يتضمن الدليل مثالًا…
السياق العام لاستخدام الهواتف المحمولة

السياق العام لاستخدام الهواتف المحمولة

استعرض أهم الإحصائيات التي تسلط الضوء على أهمية تصميم الهواتف المحمولة في القرن الواحد والعشرين،…