النماذج الإلكترونية هي جزء لا يتجزأ من تجربة المستخدم على الإنترنت. سواء كان ذلك للتسجيل في موقع ويب جديد، أو لإجراء عملية شراء، أو حتى للمشاركة في استطلاع، يعتمد الأفراد على النماذج للتفاعل مع المحتوى. لذلك، يعتبر تصميم نماذج سهلة الوصول والاستخدام أمرًا بالغ الأهمية لتقديم تجربة مُرضية لجميع الزوار، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من قيود في الإمكانات.
تسعى الوصولية في التصميم (Accessibility) إلى جعل المواقع والتطبيقات مُتاحة للجميع، بما في ذلك الأشخاص ذوو الإعاقة. عندما نتحدث عن “الوصولية في النماذج”، نقصد بذلك أن نجعل النماذج قابلة للتنقل والاستخدام بسهولة، بغض النظر عن القدرات الفيزيائية للمستخدم أو الأدوات التكنولوجية التي يستخدمها.
في هذا المقال، سنتعرض لبعض النصائح والممارسات الجيدة التي يمكن أن تساعدك في تحقيق هذا الهدف. سنبدأ بالحديث عن أهمية تحسين الواجهة للكيبورد، ومن ثم ننتقل لنقاط أخرى مثل تصميم العمود الواحد وتحديد حدود الإدخال وغيرها.
تحسين لواجهة الكيبورد
يعتبر تحسين النماذج لاستخدام الكيبورد من أهم الجوانب في تصميم نماذج سهلة الوصول. فبالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، مثل الأفراد الذين يعانون من قيود حركية، يمكن أن يكون استخدام الماوس تحديًا. هنا يأتي دور الكيبورد كواجهة بديلة تُمكنهم من التفاعل مع النموذج.
كيفية تحقيق التحسين:
- ترتيب التنقل (Tab Order): يجب أن يكون ترتيب التنقل منطقيًا وسهل الفهم، بدءًا من الأعلى للأسفل ومن اليسار إلى اليمين.
- حالات التركيز (Focus States): عند الانتقال بين عناصر النموذج، يجب أن يكون هناك مؤشر واضح يُظهر عنصر النموذج المُركز عليه حاليًا.
- إشارات اختصار (Shortcut Indicators): إذا كانت هناك إشارات اختصار للنموذج، يجب عرضها بجوار العناصر المُرتبطة بها.
مثال عملي:
في حالة نموذج الدخول، يُمكن للمستخدمين تنقله بواسطة الكيبورد بحيث يبدأ الترتيب من “اسم المستخدم” ثم “كلمة المرور” وأخيرًا “زر الدخول”. يجب أن يكون هناك تأثير واضح عند تركيز كل حقل، مثل تغير لون الحدود، ليُعرف المستخدم بالحقل المُركز عليه.
هذه الممارسات الجيدة لا تُفيد فقط الأشخاص ذوي الإعاقة، ولكنها تُحسِّن أيضًا تجربة المستخدم للجميع، لأن التنقل باستخدام الكيبورد يُعتبر غالبًا أسرع وأكثر فعالية.
اختر تصميم العمود الواحد
عند التفكير في تصميم نموذج، قد يكون من السهل الوقوع في فخ استخدام تصاميم معقدة تحتوي على عدة أعمدة. ولكن في الواقع، يُعد تصميم العمود الواحد من أفضل الخيارات لتعزيز الوصولية.
لماذا تصميم العمود الواحد؟
- سهولة القراءة: يُسهل تصميم العمود الواحد على المستخدمين عملية القراءة والفهم، حيث يُمكنهم متابعة المعلومات من الأعلى للأسفل دون الحاجة لتحريك النظر يمينًا ويسارًا.
- تحسين تجربة المستخدم على الأجهزة المحمولة: تُسهل هذه التقنية على المستخدمين الذين يُفضلون استخدام الأجهزة المحمولة، حيث يُصبح التنقل أكثر سلاسة.
- تنظيم واضح: يُسهل تصميم العمود الواحد عملية تنظيم العناصر داخل النموذج، مما يُحسِّن من فهم واستخدام النموذج.
مثال عملي:
إذا كان لديك نموذج يتطلب من المستخدمين إدخال معلومات مثل الاسم، العنوان، البريد الإلكتروني، ورقم الهاتف، يُمكن ترتيب هذه الحقول في تسلسل عمودي واحد بدلاً من توزيعها عبر عدة أعمدة، لتسهيل عملية التنقل والإدخال.
بالاعتماد على تصميم العمود الواحد، نُعزز من سهولة استخدام النموذج ونجعله مُتاحًا لأكبر عدد ممكن من المستخدمين.
تحديد حدود مدخلات النموذج
لماذا تهم حدود المدخلات
في تصميم نماذج الويب، يعتبر تحديد حدود المدخلات من العناصر الأساسية التي تُسهم في تحسين تجربة المستخدم. يُمكن لحدود الإدخال المُحددة بوضوح أن تُساعد المستخدمين في التركيز وفهم العناصر التي يتوجب عليهم التفاعل معها.
كيفية تحديد حدود المدخلات:
- لون الحدود: استخدام لون يُميز حدود المدخلات يُسهل على المستخدم التركيز على المدخلات.
- الإشارات البصرية: استخدام الرموز والأيقونات بجوار المدخلات يُمكن أن يُوضح وظيفة كل مدخل.
- حجم وشكل المدخل: تحديد الحجم والشكل الأمثل لحقول الإدخال يُفضل أن يكون مُتناسق ومُناسب لنوع المدخل.
مثال عملي:
إذا كان لديك حقل لإدخال رقم الهاتف، يُمكن تحديد حدوده بلون مُلفت ووضع أيقونة للهاتف بجواره. هذا ليس فقط يُسهل على المستخدم التعرف على وظيفة الحقل، ولكن يُسهل أيضًا عملية التنقل والإدخال.
في النهاية، تحديد حدود المدخلات يُسهم في توجيه المستخدمين وتقليل الأخطاء المحتملة، مما يُحسن من جودة تجربة الاستخدام العامة.
دائمًا أبقِ العلامات خارج مربع الإدخال
أهمية مكان وضع العلامات
تعتبر العلامات جزءًا لا يتجزأ من أي نموذج، حيث تُوضح للمستخدمين نوع المعلومات المطلوبة. ومع ذلك، يمكن لمكان وضع هذه العلامات أن يُحدث فارقًا كبيرًا في تجربة المستخدم.
لماذا يجب أن تكون العلامات خارج مربع الإدخال؟
- وضوح الأغراض: يُمكن للعلامات التي تظل مرئية حتى بعد البدء في الكتابة أن تُساعد في توجيه المستخدمين.
- دعم لذوي الاحتياجات الخاصة: وضع العلامات خارج المربع يُسهل على تقنيات المساعدة، مثل قارئات الشاشة، تحديد وظيفة كل حقل.
- تجنب الأخطاء: المستخدمين قد ينسون نوع المعلومات المطلوبة إذا كانت العلامات تختفي عند بدء الكتابة.
مثال عملي:
إذا كان لديك حقل لإدخال البريد الإلكتروني، فضع علامة “البريد الإلكتروني” أو “Email” خارج حقل الإدخال وليس داخله كنص افتراضي يخ disappear عندما يبدأ المستخدم في الكتابة.
إذا تم اتباع هذه الإرشادات، سيجد المستخدمون النموذج أكثر ودية وسهولة في الاستخدام، مما يقلل من إمكانية حدوث الأخطاء ويُحسن من تجربة المستخدم العامة.
تأكد من أن العلامات مرئية
أهمية العلامات المرئية
العلامات المرئية في نموذج الويب تعتبر من الأمور الضرورية التي يجب عدم الإغفال عنها. فهي تُعطي المستخدمين فهمًا سريعًا لمحتوى كل حقل إدخال، وتُمكنهم من ملء النموذج بكفاءة ودقة.
لماذا هي مهمة؟
- توجيه المستخدم: العلامات المرئية تُساعد في توجيه المستخدمين وتوفير فهم سريع للمتطلبات.
- السرعة والكفاءة: يُمكن للمستخدمين ملء النموذج بشكل أسرع إذا كانت العلامات مرئية وواضحة.
- قابلية الوصول: تُعتبر العلامات المرئية أمرًا ضروريًا للأشخاص الذين يعتمدون على تقنيات المساعدة مثل قارئات الشاشة.
مثال عملي:
في حالة حقل الإدخال لكلمة المرور، يمكن وضع علامة “كلمة المرور” أو “Password” بحيث تكون مرئية دائمًا، حتى عند البدء في الإدخال. هذا يُسهل على المستخدم التذكير بنوع المعلومات المطلوبة.
إجمالاً، العلامات المرئية تُعزز من فعالية التفاعل بين المستخدم والنموذج، وتُحسن من تجربة المستخدم عمومًا.
استخدم خاصية الإكمال التلقائي للمعلومات الشائعة
لماذا تعتبر خاصية الإكمال التلقائي مفيدة
خاصية الإكمال التلقائي تُمكن المستخدمين من ملء النموذج بسرعة وكفاءة. يُمكن لهذه الخاصية توفير الوقت وتقليل فرصة حدوث الأخطاء، خاصة عند الحاجة لإدخال معلومات متكررة مثل العناوين وأرقام الهواتف.
مزايا استخدام الإكمال التلقائي:
- سرعة الإدخال: يُسهل على المستخدمين ملء النماذج بشكل أسرع.
- دقة المعلومات: تقليل الأخطاء التي يُمكن أن تحدث عند إدخال المعلومات يدوياً.
- الراحة للمستخدم: يُمكن للمستخدمين تجنب الكتابة المتكررة للمعلومات الشائعة.
مثال عملي:
إذا كنت تُصمم نموذج للتسجيل في موقع، يُمكنك استخدام خاصية الإكمال التلقائي للبريد الإلكتروني وكلمة المرور والعنوان. هذا يُسهل على المستخدمين التسجيل بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
عند استخدامك لخاصية الإكمال التلقائي، يُفضل أيضًا التأكد من توافر هذه الخاصية في مُتصفحات الويب الشائعة لضمان عملها بشكل سليم.
استخدم علامات متعددة لحالات الخطأ
أهمية توفير مؤشرات واضحة للأخطاء
حالات الخطأ في النموذج يُمكن أن تكون محطاً للإحباط للمستخدمين، ولكن يُمكن تخفيف هذا الإحباط من خلال توفير ردود فعل واضحة ومفيدة. توفير علامات متعددة لحالات الخطأ يُسهل على المستخدمين تصحيح الأخطاء واستكمال النموذج بنجاح.
لماذا استخدام علامات متعددة؟
- الوضوح: توفير رمز ولون ونص توضيحي يجعل من السهل على المستخدمين فهم نوع الخطأ.
- الشمول: بعض المستخدمين قد يفهمون الألوان بشكل أفضل، بينما يُفضل آخرون النص. توفير علامات متعددة يُغطي مجموعة أوسع من المستخدمين.
- التوجيه الفعّال: عند فهم نوع الخطأ بوضوح، يُصبح من السهل على المستخدم تصحيحه بسرعة.
مثال عملي:
في حالة حقل البريد الإلكتروني، إذا تم إدخال بريد غير صالح، يُمكن توفير رمز تحذيري، وتغيير لون الحقل إلى الأحمر، بالإضافة إلى نص يُشير إلى أن البريد الإلكتروني غير صالح.
بهذه الطريقة، تُسهم هذه العلامات المتعددة في تقديم ردود فعل فورية وواضحة، مما يُسهل على المستخدمين عملية التصحيح والمتابعة.
ربط حالة الخطأ بالحقل الذي يتعلق به
أهمية ربط الخطأ مباشرة بالحقل المعني
في تصميم نماذج الويب، من الضروري جعل الأخطاء التي تحدث مرتبطة بشكل واضح بالحقول التي تتعلق بها. هذا يُمكن المستخدمين من تحديد المشكلة وحلها بسرعة، دون الحاجة للبحث أو التخمين.
لماذا هو مهم؟
- فعالية الوقت: يتيح للمستخدمين تصحيح الأخطاء دون تأخير.
- سهولة الاستخدام: يجعل من السهل على المستخدمين فهم الخطوات المطلوبة لتصحيح الخطأ.
- دعم التنقل: يُمكن للمستخدمين الانتقال مباشرة إلى الحقل المُشكل لإصلاحه.
مثال عملي:
في حالة نموذج للتسجيل، إذا تم إدخال كلمة مرور قصيرة جدًا، يجب أن تظهر رسالة الخطأ بجوار حقل كلمة المرور مباشرة. يُمكن تعزيز ذلك بواسطة استخدام الألوان والأيقونات لجذب الانتباه.
الفائدة الرئيسية هي تقليل الإرباك والزمن الذي قد يحتاجه المستخدم لتصحيح الخطأ، مما يُسهم في تجربة مستخدم أفضل.
أضف ملخص للأخطاء
لماذا يعتبر ملخص الأخطاء أمرًا بالغ الأهمية
إضافة ملخص للأخطاء في الجزء العلوي من النموذج يُعطي المستخدمين لمحة سريعة عن الأخطاء التي يجب تصحيحها. هذا يُسهل عملية التنقل والتصحيح، ويُحسن من تجربة المستخدم بشكل عام.
المزايا الرئيسية:
- التوجيه الفعّال: يُمكن للمستخدمين الرجوع إلى الملخص للتأكد من تصحيح جميع الأخطاء.
- الشمولية: يُفيد المستخدمين الذين يُفضلون عرض شامل للأخطاء بدلاً من التنقل بين الحقول.
- تحسين الواجهة: يُضيف الأمانة والشفافية إلى تصميم النموذج.
مثال عملي:
بعد الضغط على زر “إرسال”، إذا كان هناك أخطاء، يُمكن عرض ملخص الأخطاء في الجزء العلوي من الصفحة. يُمكن تضمين روابط في الملخص تنقل المستخدم مباشرة إلى الحقول التي تحتاج إلى تصحيح.
عند تصحيح الخطأ، يُفضل إزالة الخطأ من الملخص لتقديم ردود فعل فورية للمستخدم حول تقدمه.
الختام: الطريق نحو نماذج أكثر إمكانية للوصول
تلخيص النقاط الأساسية
لقد تناولنا في هذا المقال عددًا من الأفكار والممارسات التي يُمكن أن تُساهم في تحسين إمكانية الوصول في تصميم النماذج. من التحسينات البسيطة مثل تحديد حدود الإدخال واستخدام التخطيط العمودي الواحد، إلى النصائح المعقدة مثل إضافة ملخص للأخطاء وربط كل خطأ بالحقل الذي يتعلق به.
عند تصميم نموذج، من الأهمية بمكان الأخذ في الاعتبار كيفية تفاعل جميع المستخدمين معه، بما في ذلك أولئك الذين يواجهون صعوبات في الوصول. الهدف يجب أن يكون توفير تجربة سهلة وفعّالة تُسهم في راحة المستخدم وتحفزه على إكمال النموذج.
الأسئلة الشائعة
ما هو التخطيط العمودي الواحد؟
هو نوع من التخطيطات يتضمن وضع كل عنصر من عناصر النموذج في سطر مستقل، مما يُسهل عملية التنقل.
لماذا يجب أن تكون العلامات خارج الحقول؟
لتحسين إمكانية الوصول ولجعل التصميم أكثر وضوحًا.
ما الفائدة من ملخص الأخطاء؟
يُسهل على المستخدمين فهم وتصحيح جميع الأخطاء في النموذج من مكان واحد.
ما هو الإكمال التلقائي ولماذا هو مهم؟
هو ميزة تُسرع من عملية ملء النموذج عبر اقتراحات تظهر أثناء الكتابة في الحقول.
متى يجب استخدام علامات متعددة للأخطاء؟
في حالات تعدد الأخطاء أو الحاجة لتوضيح دقيق للمستخدم.