Skip to main content

مرحبًا عزيزي القارئ، هل سبق لك أن شعرت بالإرهاق أو التشويش عند مواجهة كمية كبيرة من المعلومات على تطبيق أو موقع ويب؟ هذا شيء طبيعي، لكن ماذا لو كان هناك طريقة لتقديم هذه المعلومات بشكل مبسط ومفهوم؟ الحل يكمن في تقنية تُعرف بالكشف التدريجي في تصميم تجربة المستخدم (Progressive Disclosure in UX). في هذا المقال، سنتناول ماهية هذه التقنية، أهميتها، وكيفية تطبيقها بطريقة فعّالة.

ما هو الكشف التدريجي؟ (Progressive Disclosure)

الكشف التدريجي هو أسلوب تصميم يهدف إلى تقديم المعلومات والعناصر التفاعلية بشكل متسلسل للمستخدم. ببساطة، يتم عرض المعلومات الأكثر أهمية أولاً، ومن ثم يُعرض الباقي تدريجيًا حسب الحاجة أو الاستفسار من المستخدم. هذا النهج يُفضل كثيرًا في التصميم لأنه يساعد على تجنب إرباك المستخدمين ويعزز من سهولة استخدام التطبيق أو الموقع.

تتضمن هذه الفكرة مجموعة من الأدوات والتقنيات، مثل استخدام القوائم المنسدلة، وأزرار “المزيد”، والتبويبات، وغيرها من العناصر التي تُسهل على المستخدم العثور على ما يحتاجه بدون شعور بالإرهاق.

أهمية الكشف التدريجي

تأتي أهمية الكشف التدريجي من قدرته على تبسيط التفاعل بين المستخدم والتطبيق أو الموقع. عندما يُقدم للمستخدم فقط ما يحتاج إليه في اللحظة المناسبة، يصبح من الأسهل تقديم تجربة مستخدم سلسة وفعّالة.

  1. تقليل التشويش: بمنع ظهور المعلومات غير الضرورية، يُمكن للمستخدم التركيز على المهمات الرئيسية.
  2. زيادة الوضوح: عند الحاجة فقط لمعلومات معينة، يُصبح من السهل على المستخدم فهم ما هو مطلوب منه.
  3. تحسين سرعة التفاعل: إظهار الخيارات تدريجياً يجعل من الأسهل والأسرع للمستخدمين إتمام المهام.
  4. إشراك المستخدم: تقديم المعلومات تدريجياً يجعل التفاعل ممتعًا ومُشوقًا، مما يعزز من إشراك المستخدم.

متى تستخدم التقنية؟

الكشف التدريجي ليس مُناسبًا لكل سياق أو تطبيق، لكن هناك حالات معينة يكون فيها استخدامه مفيدًا:

  1. التطبيقات المعقدة: في التطبيقات التي تحتوي على العديد من الميزات والخيارات، يُفضل استخدام الكشف التدريجي لتقديم المعلومات بشكل مُنظم.
  2. المستخدمين الجدد: للمستخدمين الذين يتعاملون مع التطبيق لأول مرة، يُسهل هذا النهج فهم الواجهة ومهامها.
  3. المهام المتعددة الخطوات: في العمليات التي تتطلب عدة خطوات لإكمالها، يمكن استخدام هذه التقنية لتوجيه المستخدم خلال كل خطوة.
  4. المحتوى الغني: في الصفحات التي تحتوي على كميات كبيرة من المحتوى، يُمكن استخدام الكشف التدريجي لتقديم المعلومات بشكل مُنظم ومُبسط.

من الجدير بالذكر أن استخدام الكشف التدريجي يُفضل أن يتم بعناية، لأنه في حالة الإفراط في استخدامه، قد يُصبح التطبيق معقدًا وصعب الاستخدام.

الميزات الأساسية

في سياق الكشف التدريجي، الميزات الأساسية هي تلك التي يجب على المستخدم رؤيتها أولاً. هذه هي العناصر التي يُعتبرها المصمم مهمة لإكمال المهام الأساسية داخل التطبيق أو الموقع.

  1. واجهة بسيطة: توفير واجهة مستخدم نظيفة وبسيطة يُسهل من عملية التفاعل.
  2. توجيهات واضحة: عرض الإشارات المرئية أو التعليمات التي تُساعد المستخدم على فهم كيفية استخدام التطبيق.
  3. وصول سريع للمهام الرئيسية: توفير سبل سهلة للوصول إلى الأدوات والميزات التي يستخدمها الناس بانتظام.
  4. معلومات فورية: عرض المعلومات الأكثر أهمية بشكل مباشر وبدون تعقيدات.
  5. تجاوب سريع: الحفاظ على تجاوب النظام وعرض ردود فعل تفاعلية لإجراءات المستخدم.

تأتي الميزات الأساسية بصفتها العنصر الأول الذي يتعرف عليه المستخدم، وبالتالي يجب أن تكون سهلة وواضحة لضمان تجربة مستخدم ناجحة.

الميزات الثانوية

بعد التعرف على الميزات الأساسية، يأتي دور الميزات الثانوية التي يُمكن للمستخدم اكتشافها تدريجياً. هذه الميزات تُعتبر مكملة للأساسية وتُعزز من تجربة المستخدم بشكل عام.

  1. التفضيلات والإعدادات: خيارات مُتقدمة يُمكن للمستخدم تخصيصها لتناسب احتياجاته.
  2. ميزات إضافية: أدوات وخيارات تُضاف لتقديم قيمة مُضافة للمستخدم.
  3. المعلومات الإضافية: مثل نصائح الاستخدام، والأسئلة الشائعة، التي يُمكن للمستخدم الوصول إليها حسب الحاجة.
  4. إشعارات وتحديثات: توفير تنبيهات تُفيد المستخدم بأحداث معينة داخل التطبيق.
  5. إرشادات مُفصلة: توجيهات تعليمية أو فيديوهات توضيحية تُساعد في فهم الميزات المُعقدة.

بفضل هذه الميزات الثانوية، يصبح لدى المستخدم القدرة على التفاعل بشكل أكثر عمقًا مع التطبيق، مما يُعزز من تجربته وإشراكه.

مستويات متعددة للكشف التدريجي

في بعض الحالات، قد يكون هناك حاجة لتقديم مستويات متعددة من الكشف التدريجي، وخاصة في التطبيقات المُعقدة.

  1. المستوى الأول: يُعرض للمستخدم الأدوات والميزات الأساسية التي يحتاجها لإكمال المهام الرئيسية.
  2. المستوى الثاني: يُقدم خيارات وإعدادات مُتقدمة تُساعد في تحسين تجربة المستخدم وزيادة إنتاجيته.
  3. المستوى الثالث: يُظهر ميزات خبيرة أو وظائف شبه مخفية تُستخدم بشكل نادر ولكن يُمكن أن تُضاف قيمة كبيرة في حالات مُعينة.

بتقديم مستويات مُتعددة، يُمكنك التأكد من أن كل فئة من المستخدمين تجد ما تحتاجه، بدءًا من المبتدئين وحتى الخبراء.

استخدام الكشف التدريجي في التوجيه الأولي

عندما يُستخدم التطبيق لأول مرة، يمكن أن يكون التوجيه الأولي (Onboarding) وسيلة فعّالة لاستخدام تقنية الكشف التدريجي.

  1. الترحيب: تقديم نظرة عامة سريعة عن التطبيق وميزاته الأساسية.
  2. التعليمات الأولية: استخدام النصوص والصور وحتى الفيديوهات لإرشاد المستخدم خطوة بخطوة.
  3. المهام الأولية: تقديم مهام بسيطة يُمكن للمستخدم إكمالها لفهم كيفية استخدام التطبيق بفعالية.
  4. التحفيز: استخدام الجوائز والنقاط لتشجيع المستخدمين على استكمال التوجيه.
  5. المراجعة: في نهاية التوجيه، تقديم ملخص يُظهر ما تم تعلمه وكيفية الوصول إلى مزيد من الميزات.

بمساعدة التوجيه الأولي، يُمكنك تحسين فهم المستخدم للتطبيق وتحفيزه على الاستمرار في استخدامه.

أمثلة أخرى للكشف التدريجي

الكشف التدريجي ليس مقتصرًا على التطبيقات فقط، بل يُمكن تطبيقه في مجالات مُتعددة:

  1. مواقع الويب: تقديم معلومات الأساسية أولاً، مع إمكانية الوصول إلى تفاصيل أكثر عند الحاجة.
  2. ألعاب الفيديو: تقديم المهام الأساسية في البداية، ثم فتح المزيد من المستويات والأدوات تدريجياً.
  3. التعليم الإلكتروني: تقديم المفاهيم البسيطة قبل التعمق في الموضوعات المُعقدة.
  4. التجارة الإلكترونية: تبسيط عملية الشراء عبر تقديم الخطوات الأساسية، مع إمكانية الوصول لخيارات مُتقدمة.
  5. السيارات الذكية: تقديم واجهة مُبسطة للسائق، مع إمكانية الوصول لوظائف مُتقدمة عند الحاجة.

من خلال هذه الأمثلة، يُمكن فهم مدى تنوع استخدامات هذه التقنية وأهميتها في تصميم تجربة المستخدم.

اختبار الكشف التدريجي مع المستخدمين

إجراء اختبارات الاستخدام هو الخطوة النهائية والأساسية للتأكد من فعالية الكشف التدريجي:

  1. اختيار الفئة الهدف: تحديد نوع المستخدمين الذين سيُجرى معهم الاختبار.
  2. المهام المحددة: توفير مجموعة من المهام التي يجب على المستخدمين إكمالها.
  3. جمع البيانات: استخدام أدوات مثل تتبع العينين، والتقييم الذاتي، والمقابلات لجمع البيانات.
  4. التحليل: فحص البيانات لتحديد ما إذا كان الكشف التدريجي يُسهم في تحسين تجربة المستخدم أو لا.
  5. التعديلات: استنادًا إلى نتائج الاختبار، يمكن إجراء تعديلات على التصميم لتحسينه.

بمجرد اكتمال هذه الخطوات، ستكون لديك فكرة واضحة عن فعالية التصميم وما يُمكن تحسينه.

الختام

عبر تناولنا لموضوع الكشف التدريجي، اكتشفنا كيف يُمكن لهذه التقنية المُساهمة في تحسين تجربة المستخدم. من الهامش الأساسي للتصميم إلى التطبيقات المُختلفة ووصولًا لأهمية اختبار الكشف التدريجي مع المستخدمين، نأمل أن يكون هذا المقال قد وفر لك نظرة شاملة عن هذا الموضوع المُهم.

الأسئلة المتداولة (FAQ)

ما هو الكشف التدريجي؟

تقنية تُستخدم لتقديم المعلومات بشكل مُدروس للمستخدمين، لتجنب الإرباك.

متى يُفضل استخدام الكشف التدريجي؟

عندما يكون لديك كمية كبيرة من المعلومات يُمكن تقديمها بشكل مُتسلسل لتحسين تجربة المستخدم.

هل يُمكن اختبار فعالية هذه التقنية؟

نعم، من خلال إجراء اختبارات الاستخدام يُمكن قياس فعالية التصميم.

هل هي تقنية جديدة؟

لا، لكنها اكتسبت شهرة واسعة مع تطور تصميم تجربة المستخدم.

أفضل الممارسات لتصميم مسارات التنقل الفرعية (Breadcrumbs)

أفضل الممارسات لتصميم مسارات التنقل الفرعية (Breadcrumbs)

اكتشف أفضل الممارسات لبناء مسارات التنقل الفرعية (Breadcrumbs) البديهية في تصميم المواقع الإلكترونية. تعرف على…
مقدمة في استخدام الجداول في واجهة المستخدم

مقدمة في استخدام الجداول في واجهة المستخدم

تعرف على كيفية تصميم جدول واجهة المستخدم الفعّال من خلال فهم أبعاد الصفوف، عرض الأعمدة،…
أفضل الممارسات لتصميم نوافذ المودال في واجهة المستخدم

أفضل الممارسات لتصميم نوافذ المودال في واجهة المستخدم

تعلم أفضل الممارسات لتصميم نوافذ المودال في واجهة المستخدم بطريقة تعزز من تجربة المستخدم ولا…