Skip to main content

إذا كنتَ جديدًا في عالم التصميم، قد تجد نفسك مُرهَقًا بمجموعة كبيرة من المصطلحات والمفاهيم. من تجربة المستخدم (UX) إلى الواجهات الرسومية (UI)، يُعتبر فهم هذه المفاهيم الأساسية خطوة هامة جدًا نحو تطوير مهاراتك وفهمك لهذا المجال. لكن لا داعي للقلق، ففي هذه التدوينة سنُقدم لك شرحًا مُفصّلًا لأهم هذه المفاهيم وكيفية تطبيقها في عملك. نأمل أن يُكون هذا الدليل مُفيدًا لك، سواء كنتَ مبتدئًا أو تملك بعض الخبرة في هذا المجال.

ببساطة، التصميم ليس مجرد مظهر جمالي; إنه يشمل كيفية تفاعل الناس مع المنتجات، والخدمات، وحتى بعضهم البعض. ولهذا، فإن فهمك لهذه المفاهيم سيُمكنك من إنشاء تصاميم تجمع بين الجمالية والفعالية.

UX (تجربة المستخدم): ما هو UX ولماذا هو مهم

تعتبر تجربة المستخدم أو “UX” (User Experience) من أهم المفاهيم في عالم التصميم. ولكن ما هو UX بالضبط؟ ببساطة، UX هو مجموعة من المشاعر والانطباعات والتفاعلات التي يشعر بها المستخدم عند استخدام منتج أو خدمة.

الهدف الأساسي لتصميم تجربة المستخدم هو تحقيق أقصى درجات الراحة والإرضاء للمستخدم. يشمل ذلك البساطة في الاستخدام، وسهولة الوصول، وسرعة التنفيذ، بالإضافة إلى توفير تجربة ممتعة ومُرضية.

ولأن كل تصميم يُعتبر جزءًا من تجربة مستخدم معينة، فإن فهمك لأساسيات UX يُعتبر بمثابة الأساس الذي ستبني عليه جميع تصاميمك. فمثلاً، إذا كنت تصمم موقعًا إلكترونيًا، فإن فهمك لمبادئ UX يمكن أن يُساعدك في تحسين سهولة استخدام الموقع، وبالتالي، زيادة معدلات الزيارة والتفاعل.

في النهاية، يُمكن القول إن تجربة المستخدم ليست مجرد مفهوم يُطبق في مرحلة معينة من عملية التصميم، بل هو عنصر مُدمج في كل جزء وكل تفاصيل المنتج أو الخدمة التي تقدمها.

UI (واجهة المستخدم): فهم دور الواجهة في التصميم

إذا كانت تجربة المستخدم (UX) تعني الشعور والانطباع الذي يُحققه المستخدم عند التفاعل مع منتج، فإن واجهة المستخدم أو “UI” (User Interface) تعتبر النقطة التي يحدث فيها هذا التفاعل. بمعنى آخر، UI هو المظهر والتصميم والتخطيط الذي يُمكن للمستخدمين رؤيته والتفاعل معه.

واجهة المستخدم ليست مجرد عنصر جمالي; إنها تلعب دورًا حاسمًا في توجيه المستخدم ومساعدته على القيام بالمهام بكفاءة. لذلك، يجب أن تُعتبر الواجهات سهلة الاستخدام، واضحة، وتُراعي متطلبات المستخدم.

من المهم جدًا أن تكون واجهة المستخدم مُتناسقة مع تجربة المستخدم. يعني ذلك أن يتم تصميم كل شيء، من الألوان، والخطوط، وحتى الأيقونات والزرار، بطريقة تُسهل على المستخدم فهم كيفية استخدام المنتج والتفاعل معه.

يُمكن لتصميم واجهة المستخدم الجيد أن يُحسن بشكل كبير من تجربة المستخدم بأكملها. فعندما يجد المستخدم سهولة في التنقل والتفاعل مع الواجهة، يُصبح أكثر عرضة لاستخدام المنتج أو الخدمة بشكل متكرر، وهذا بالطبع يُسهم في نجاحك كمصمم.

التصميم المركز على الإنسان: كيفية جعل المستخدم في صميم التصميم

عندما نتحدث عن التصميم المركز على الإنسان أو “Human-centered design”، فإننا نقصد بذلك مجموعة من الأساليب والتقنيات التي تُركز على تحقيق احتياجات وتوقعات المستخدمين. في هذه الفلسفة، يُعتبر المستخدم هو العنصر الأساسي في عملية التصميم، وليس مجرد مُستهلك نهائي للمنتج.

في التصميم المركز على الإنسان، يتم استقصاء وفهم احتياجات المستخدمين من خلال الأبحاث والمقابلات والاختبارات. بناءً على هذه المعلومات، يُطوَّر التصميم ليُلبي هذه الاحتياجات بأفضل طريقة ممكنة.

هذا النوع من التصميم يُساعد على تحقيق تجربة مُستخدم أفضل، مُحققةً بذلك رضا المستخدم وزيادة فرص النجاح للمنتج أو الخدمة. ولأن المستخدمين هم في النهاية الذين سيستخدمون المنتج، فإن اعتبارهم في كل مرحلة من مراحل التصميم يُعتبر ليس فقط أمرًا أخلاقيًا، ولكن أيضًا استراتيجية ناجحة من شأنها أن تُحقق النجاح التجاري.

في العملية الفعلية للتصميم، يُمكن تطبيق التصميم المركز على الإنسان على أي شيء، من تطبيقات الهواتف الذكية، إلى المواقع الإلكترونية، وحتى الخدمات التفاعلية مثل أنظمة الدعم الفني.

الإمكانية الاستخدامية (Usability): لماذا تعتبر السهولة أولوية في التصميم

الإمكانية الاستخدامية أو “Usability” هي مفهوم يركز على مدى سهولة استخدام المنتج أو الخدمة من قبل المستخدم. في عالم التصميم، يُعتبر هذا الجانب من أهم الجوانب التي يجب أن تُراعى.

عند تصميم أي منتج، يجب أن يكون هدفك هو جعل التفاعل معه بسيطًا وفعّالًا قدر الإمكان. يعني ذلك تصميم واجهات سهلة الفهم، وأنظمة تنقل واضحة، وعمليات تحميل سريعة.

في العملية الفعلية، يمكن قياس الإمكانية الاستخدامية من خلال مجموعة من المعايير مثل: سهولة التعلم، وفعالية الأداء، ومدى تحمل الأخطاء، ومستوى الرضا بين المستخدمين. يُفضل أن يتم تقييم هذه المعايير من خلال اختبارات استخدام تُجرى مع مجموعة من المستخدمين الفعليين.

إذا كان المستخدم يجد صعوبة في التفاعل مع منتجك، فإن الأمر سيؤدي إلى تجربة سلبية قد تُؤدي إلى فقدان العملاء والمستخدمين. لذلك، يُعتبر تقييم وتحسين الإمكانية الاستخدامية خطوة مهمة جداً يجب القيام بها خلال عملية التصميم.

الإمكانية الوصولية (Accessibility): جعل التصميم متاحًا للجميع

الإمكانية الوصولية، أو “Accessibility” بالإنجليزية، تعني تصميم المنتجات بطريقة تُمكّن جميع الأشخاص، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة، من الوصول إليها واستخدامها. في عالم التصميم، يُعتبر هذا الجانب واحدًا من أهم العناصر التي يجب مراعاتها.

واحدة من أكثر الأمثلة شيوعًا على الإمكانية الوصولية في التصميم هي استخدام الألوان التي تُمكن الأشخاص ذوي مشاكل في الرؤية من التفاعل مع المنتج. أيضاً، يمكن توفير خيارات لتعديل حجم النص، أو استخدام القراءة الصوتية.

في الواقع، ليست الإمكانية الوصولية مُقتصرة على تصميم المواقع الإلكترونية فقط، بل يمكن تطبيقها على جميع أنواع التصميم، مثل تصميم التطبيقات، وحتى تصميم المنتجات الفعلية مثل الأجهزة والأثاث.

مراعاة الإمكانية الوصولية ليس فقط مسألة أخلاقية، بل هو أيضًا متطلب قانوني في العديد من البلدان. لذلك، فإن تضمين هذه المبادئ في عملك يُحسّن من تجربة المستخدم ويُقلل من المخاطر القانونية التي قد تواجهها كمصمم.

التفاعل الدقيق (Microinteraction): اللمسات الصغيرة تحدث فارقاً كبيراً

التفاعل الدقيق، أو “Microinteraction” بالإنجليزية، يعتبر واحداً من أكثر العناصر إثارة للاهتمام في عالم التصميم. يتعلق الأمر بتلك التفاصيل الصغيرة التي تُحسن من تجربة المستخدم بشكل كبير، ولكن غالباً ما تُغفل.

مثال بسيط على التفاعل الدقيق هو ظهور رسالة “تم الحفظ” بعد حفظ مستند. هذه التفاصيل الصغيرة تُحسن من تجربة المستخدم بشكل كبير. توفير ردود فعل حسية، مثل الاهتزاز عند اكتمال مهمة، هو مثال آخر يُعزز من جودة التصميم.

التفاعلات الدقيقة تُعطي الإحساس بالاهتمام والتفاعل، وتُساهم في جعل التصميم أكثر إنسانية. كما أنها تُعزز من الدقة والوضوح في التفاعل بين المستخدم والمنتج، مما يجعل تجربة المستخدم أكثر سلاسة وإيجابية.

الجميل في التفاعلات الدقيقة هو أنها لا تتطلب الكثير من الجهد لتنفيذها، ولكنها تُحدث تأثيرًا كبيرًا على النتيجة النهائية. لذا، يُنصح بشدة بتضمين هذه التفاصيل في أي مشروع تصميم.

الرسوم المتحركة (Animation): إضافة حيوية وإشراف للتصميم

الرسوم المتحركة، أو “Animation” بالإنجليزية، هي واحدة من العناصر التي أصبحت تحظى بأهمية متزايدة في عالم التصميم الرقمي. ليس فقط لأنها تُضفي جاذبية على المظهر العام، ولكن أيضاً لأنها تُحسن من تجربة المستخدم.

الرسوم المتحركة تُمكن من جعل التفاعل مع المنتج أكثر إشرافًا وتوجيهًا. فبدلاً من الانتقال الفجائي بين الصفحات أو العناصر، يمكن استخدام الرسوم المتحركة لإرشاد المستخدم خلال تجربته. مثلاً، يمكن استخدام حركة انزلاق بسيطة للانتقال بين الصور في معرض.

لكن يجدر بالذكر أن استخدام الرسوم المتحركة يجب أن يكون مدروسًا. الإفراط في استخدامها يمكن أن يكون مزعجًا للمستخدم ويشتت انتباهه. بالإضافة إلى ذلك، يجب مراعاة الأداء والتأثير على الأجهزة ذات المواصفات المنخفضة.

في النهاية، الرسوم المتحركة هي أداة قوية يمكن استغلالها لتعزيز التفاعل والاشتراك، لكن يجب استخدامها بحذر وبمعرفة دقيقة لأثرها على تجربة المستخدم.

الوضع الداكن (Dark Mode): راحة العين وتوفير الطاقة

الوضع الداكن، أو “Dark Mode” بالإنجليزية، هو ميزة تُحببها العديد من المستخدمين وقد انتشرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة. يُقدم الوضع الداكن تجربة مرئية مُختلفة تُركز على تقليل الإجهاد البصري وتوفير الطاقة في الشاشات OLED.

من الأمثلة البسيطة، تطبيقات القراءة التي تُقدم خيار الوضع الداكن لتقليل الإجهاد البصري أثناء القراءة في الظروف المُظلمة. ليس فقط هذا، بل يُسهم الوضع الداكن في توفير الطاقة بشكل ملحوظ على الشاشات التي تستخدم تقنية OLED.

ومع ذلك، من الجدير بالذكر أن الوضع الداكن ليس مناسبًا لجميع التطبيقات أو المستخدمين. بعض الأشخاص يجدون أن الوضع الفاتح أسهل للقراءة والتفاعل.

النقطة المهمة هي توفير الخيار للمستخدمين للتبديل بين الوضعين الفاتح والداكن حسب رغبتهم. وهذا يُعزز من مرونة التصميم ويُحسن من تجربة المستخدم بشكل عام.

التفكير التصميمي (Design Thinking): الأساس لحل المشكلات بإبداع

التفكير التصميمي، المعروف بـ “Design Thinking” بالإنجليزية، هو مفهوم يتجاوز بكثير مجرد التصميم الجرافيكي أو التفاعلي. إنه عبارة عن منهجية تُستخدم لحل المشكلات بطرق إبداعية ومبتكرة.

هذا المنهج يبدأ عادة بتحديد وفهم المشكلة بشكل عميق، ومن ثم توليد أفكار مُمكنة لحلها. بعد ذلك، يتم بناء نماذج أولية واختبارها وتكريرها بناءً على ردود الفعل.

مثلاً، إذا كنت تصمم تطبيقًا للتواصل الاجتماعي، يمكن استخدام التفكير التصميمي لفهم كيف يُفضل المستخدمون التفاعل مع الواجهة، وما هي المشكلات التي قد يواجهونها.

التفكير التصميمي يُعزز من التعاون بين مختلف الفرق والأقسام، من مُطورين ومُصممين إلى مُديري المنتج، لأن الجميع يُشاركون في عملية الابتكار.

هذا المنهج يُعتبر محوريًا لأي مشروع تصميم ناجح، ويُفضل تطبيقه من البداية وحتى النهاية للوصول إلى حلول تُرضي كل الأطراف المعنية.

الختام

في هذه المقالة، قدمنا نظرة شاملة على مفاهيم التصميم التي يجب على كل مصمم معرفتها وفهمها. من تجربة المستخدم وواجهة المستخدم، مرورًا بالتصميم المركز حول الإنسان، وصولاً إلى الرسوم المتحركة والوضع الداكن والتفكير التصميمي، تُعتبر هذه المفاهيم الأساسية لأي مشروع تصميم ناجح. نأمل أن تكون هذه المقالة قد أعطتك الأدوات والمعرفة التي تحتاجها لتطوير مهاراتك ومشروعاتك في مجال التصميم.

الأسئلة الشائعة (FAQ)

ما هو التصميم المركز حول الإنسان (Human-centered design)؟

هو منهجية تركز على تطوير حلول تلبي احتياجات الإنسان بشكل مباشر وتُحسن من تجربته.

ما الفرق بين تجربة المستخدم (UX) وواجهة المستخدم (UI)؟

تجربة المستخدم تُركز على كيفية تفاعل المستخدم مع المنتج، بينما واجهة المستخدم تُركز على الجوانب البصرية للمنتج.

هل الرسوم المتحركة ضرورية في التصميم؟

ليست ضرورية دائمًا، لكنها يمكن أن تُعزز من تجربة المستخدم إذا تم استخدامها بشكل صحيح.

ما هو الوضع الداكن وما فائدته؟

الوضع الداكن يُقلل من الإجهاد البصري ويُوفر الطاقة في الشاشات OLED.

كيف يُمكن تطبيق التفكير التصميمي في مشروعي؟

يبدأ بفهم المشكلة، ثم توليد الأفكار، وأخيرًا بناء نماذج واختبارها.

أفضل الممارسات لتصميم القوائم في تجربة المستخدم

أفضل الممارسات لتصميم القوائم في تجربة المستخدم

استكشف أفضل الممارسات التي تساعدك على إنشاء قوائم سهلة القراءة والفحص، مع التركيز على العناصر…
تصميم عملية الدفع: أفضل الممارسات لتجربة إتمام الشراء السلسة والآمنة

تصميم عملية الدفع: أفضل الممارسات لتجربة إتمام الشراء السلسة والآمنة

هذا المقال يستكشف أفضل الممارسات في تصميم عملية الدفع، من تقديم وسائل الدفع المختلفة إلى…
الكشف التدريجي في تصميم تجربة المستخدم

الكشف التدريجي في تصميم تجربة المستخدم

استكشف كيف يمكن لتقنية الكشف التدريجي في تصميم تجربة المستخدم (UX) أن تساعد على تقديم…